تواجه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين انتقادات واسعة في جميع أنحاء أوروبا منذ توقيع اتفاقية التجارة مع الولايات المتحدة الأحد الماضي.
ويقول تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن توقيع الاتفاقية مثل القطرة التي أفاضت الكأس، وفتح باب انتقادات واسعة لأداء رئيسة المفوضية بشكل عام.
وجاءت أشد الانتقادات في البداية من فرنسا، قبل أن تتسع إلى أنحاء أخرى من أوروبا، حيث أنه بعيدًا عن الاتفاقية مع الولايات المتحدة، تُلقي "منهجية فون دير لاين" على رأس المفوضية الأوروبية بظلالها السلبية حاليًا.
ويعتبر اتحاد الصناعات الألمانية (BDI) القوي التسوية مع الولايات المتحدة غير كافية، ويضيف أن عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الصلب يُمثل "ضربة موجعة"، حتى للمستشار فريدريش ميرتس، رغم انتمائه إلى الحزب نفسه الذي تنتمي إليه أورسولا فون دير لاين، وهو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
وقد تغيرت نبرة ميرتس، إذ أصبح يرى اتفاقية التجارة "عبئًا ثقيلًا" على الاقتصاد الألماني. حتى أن كلمات "إذلال" و"خضوع" سُمعت في تعليقات أحزاب الائتلاف الألماني، وفقا للتقرير.
ونجت فون دير لاين من اقتراح حجب الثقة في أوائل يوليو/ تموز الماضي، لكن الانتقادات في البرلمان الأوروبي مستمرة، وحتى داخل المفوضية، فإن عادتها في اتخاذ القرارات بشكل منفرد بدأت تُزعج البعض، بحسب "لوفيغارو".
وذهب التقرير إلى أن "الأسلوب المتكتم الذي يتسم به مفوض التجارة ماروش شيفتشوفيتش يسمح له بتنفيذ الانقلاب، على الرغم من أنه قاد المفاوضات مع الولايات المتحدة".
ومن المقرر أن يدخل اتفاق التعريفات الجمركية الذي تم التوصل إليه بين دونالد ترامب وأورسولا فون دير لاين حيز التنفيذ اليوم الجمعة، ويمثل هذا الاتفاق، الذي يشمل فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على المنتجات الأوروبية الداخلة إلى الولايات المتحدة، نقطة التقاء مشتركة بين البيت الأبيض والمفوضية الأوروبية.
لكن هذا الالتزام الشفهي لا قيمة قانونية له في الوقت الراهن، إذ يجب صياغته ثم اعتماده من قِبَل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وفي غضون ذلك، تستمر المفاوضات حول العديد من النقاط التي لا تزال غامضة، مثل تحديد القطاعات التي ستُستثنى من الرسوم.