logo
العالم العربي

وثائق سرية تكشف "تفاصيل صادمة" عن جهاز مراقبة الأسد للسوريين

وثائق سرية تكشف "تفاصيل صادمة" عن جهاز مراقبة الأسد للسوريين
سوريون تدفقوا إلى سجن صيدنايا بحثا عن مفقوديهمالمصدر: أ ف ب
29 ديسمبر 2024، 9:03 ص

كشفت وثائق استخباراتية سرية في سوريا، عن مدى الرعب الذي تمثله دولة المراقبة السورية في عهد الأسد، والتي تشبه نظام "ستاسي" في ألمانيا الشرقية، حيث كان أفراد الأسرة يتجسسون على بعضهم البعض، وأقل شك يمكن أن يؤدي إلى اعتقال الناس العاديين، بما في ذلك الأطفال، بشكل عشوائي ودون أي ضوابط.

وبحسب الوثائق التي اطلعت عليها صحيفة "التايمز" البريطانية، تُظهر آلاف الصفحات من الوثائق التي تم تحليلها كيف تم إجبار السوريين على إبلاغ أجهزة الأمن عن أصدقائهم وجيرانهم وأقاربهم، وكيف قامت فروع المخابرات المخيفة باختراق هواتف المشتبه بهم وتتبعهم، وسجلت حتى علاقاتهم العاطفية.

أخبار ذات علاقة

احتفالات بعد سقوط نظام بشار الأسد

لضمان العدالة.. دعوة أممية لحماية الأدلة الحقوقية في سوريا

 

تجاوزات إنسانية

ووفق الوثائق، تم اعتقال أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً بتهمة إهانة النظام، وأُجبر السجناء تحت التعذيب على الكشف عن أسماء المتعاونين المزعومين، وكشفت عن شبكة من السجون التي تشتهر بالتعذيب والإعدام، حيث يتم دفن الضحايا في مقابر جماعية.

وتابعت الصحيفة أن آلاف الملفات، المكتوبة بخط أنيق أو مطبوعة باللغة العربية الفصحى، توضح بالتفصيل الطريقة التي اخترق بها النظام الاحتجاجات والجماعات المتمردة منذ بدء الثورة في عام 2011.

كما تكشف الوثائق تفاصيل حول الشبكة الواسعة من المخبرين الذين أبلغوا النظام، وكيف أجبرت أجهزة المخابرات الأشخاص الذين اعتقلتهم على الكشف عن أسماء المتعاونين المزعومين، والذين سيتم احتجازهم بدورهم.

وتظهر الوثائق أيضاً الطريقة التي تعاني من جنون العظمة وغير الكفؤة في كثير من الأحيان، التي تعمل بها أجهزة الأمن السورية، حيث الاشتباه المستمر في أن جواسيسها هم عملاء مزدوجون، وتسجيل الطريقة التي يتجسس بها المخبرون من مختلف أجهزة المخابرات على بعضهم البعض، واستجواب الأطفال المتهمين بعدم الولاء للنظام.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأجهزة الأمنية في عهد الأسد كانت تعمل مثل جهاز "ستاسي" في ألمانيا الشرقية، حيث كان نظام الأسد يسجل بتفاصيل بيروقراطية صارمة حياة الأشخاص الذين اشتبه في كونهم أعداء له؛ بما في ذلك أولئك الذين عملوا معه، في وثائق مختومة وموقعة ومفهرسة ومكدسة على صفوف لا نهاية لها من الرفوف المغبرة.

السجين المحرر من صيدنايا

رقابة دقيقة

ومن خلال التنصت على الهواتف واختراق أجهزة الكمبيوتر وإرسال عملاء لمراقبة المشتبه بهم شخصياً، جمعت الأجهزة الأمنية مستوى شاملاً بشكل لا يصدق، ومملًا في كثير من الأحيان، من التفاصيل حول حياة الأشخاص الذين كانوا يراقبونهم.

وتضمنت تقارير المراقبة التي قدمها المخبرون روايات شاملة ومفصلة حتى عن موقع المرآب الذي قامت فيه والدة المشتبه به بإصلاح سيارتها، وانتظام زيارة المشتبه به الآخر لأصهاره، وعدد المباني السكنية التي يملكها الثالث.

وأردفت الصحيفة أنه ليس من الواضح أي من التهم والاعترافات العديدة المفصلة في السجلات صحيحة، أو أنها نتيجة للتعذيب، أو التي أدلى بها المخبرون زوراً، أو التي اخترعها ضباط الاستجواب.

ووفقاً لمعتقلين سابقين، وتقارير جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، فإن احتجاز السجناء السياسيين في سوريا اتبع عملية متسقة؛ أولاً، يتم تنظيم "حفلة ترحيب" لهم، حيث يتم ضربهم وهم في طريقهم إلى السجن، وغالباً في الممرات المؤدية إلى الزنزانة، وثم يتم حبسهم في الحبس الانفرادي ويتم سحبهم بانتظام للاستجواب.

أخبار ذات علاقة

سجن صيدنايا

أم وأطفالها الستة.. مأساة عائلة سورية في سجون الأسد

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC