أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني، اليوم الثلاثاء، "الجريمة الوحشية" التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في محافظة ريمة، شمال غربي اليمن.
وقال الإرياني، إن الميليشيا حاصرت منزل الشيخ حنتوس في قرية المعذب، عزلة بني نفيع بمديرية السلفية، عبر حملة مسلحة ضمت 20 طقمًا عسكريًا، قبل أن تقوم بقصف المنزل بقذائف "آر بي جي"، ما أدى إلى مقتل الشيخ وإصابة زوجته بجروح خطيرة، وسط استمرار منع إسعافها.
وأكد وزير الإعلام اليمني، أن هذه الجريمة تعكس سلوكًا ممنهجًا للميليشيا في استهداف المدنيين وقمع الأصوات الدينية المعتدلة.
وقبيل إعلان مقتله، فرضت ميليشيا الحوثي، اليوم الثلاثاء، حصارًا خانقًا، مصحوبًا بقصف عشوائي عنيف، على منزل صالح حنتوس وهو أحد المشايخ في محافظة ريمة، مما تسبب بإحراق المنزل، وإصابة زوجته بجروح بالغة.
ومع غروب الشمس، صعّد الحوثيون من مهاجمة وقصف منزل الشيخ صالح حنتوس، الذي يتواجد فيه نساء، إحداهن امرأة طاعنة في السن، مستخدمين مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة؛ وتدور هذه الأحداث في قرية البيضاء بمديرية السلفية، إلى الشرق من محافظة ريمة.
وبحسب مصادر حقوقية، فإن الاعتداء الحوثي، والذي يقوده منتحل صفة محافظ محافظة ريمة، فارس الحباري، جاء بسبب رفض الشيخ الامتناع عن تعليم وتحفيظ أبناء قرية البيضاء بمديرية السلفية، شرقي محافظة ريمة، القرآن الكريم، وتدريسهم مادة اللغة العربية في مسجد القرية.
وذكرت مصادر مقربة بأن ميليشيا الحوثي رفضت إخراج الزوجة وإسعافها إلى المستشفى، وُصفت إصابتها التي تعرضت لها في قدمها بـ"الخطيرة".
ونقل الصحفي اليمني هشام المسوري، على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، تفاصيل الواقعة بصورة فورية، كون زوجة الشيخ حنتوس عمته، شقيقة والده، ووالدتها المتواجدة معهم في المنزل هي جدته.
ومن التفاصيل التي أوردها المسوري في وقت سابق قبيل إعلان مقتل الشيخ، حديثه عن اشتداد وتصاعد الهجوم الحوثي على منزل صالح حنتوس، وزوجته، ووالدتها المُسنة، وذكر أن جدته بعمر الـ85 عامًا، مُشيرًا إلى أن آخر اتصال هاتفي أجراه معهم لم يتمكن فيه من سماع حديثهم، بفعل قوة أصوات القصف والرصاص.
وكان قد لفت إلى أن "الشيخ وزوجته ووالدتها، أقرب إلى الاستشهاد".
ونشر المسوري تسجيلًا صوتيًا لجدته، ذكرت فيه أنها تحت القصف والحصار، مطلقة نداء استغاثة لكل اليمنيين لإنقاذهم من الجريمة الحوثية التي تُمارَس بحقهم.
وأشارت خلال تسجيلها إلى أن هذه هي حقيقة الحوثيين، يدّعون مناصرة أبناء غزة، وهم يقتلون ويفتكون بأبناء اليمن، ويرفعون شعار "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل"، بينما من يموت هم اليمنيون، بحسب تعبيرها.
وقال الصحفي اليمني، في تعليق ساخر وضعه رفقة التسجيل المنشور "زعيم إخوان الصدق، المجرم عبدالملك الحوثي، يريد تصفية جدتي الليلة يا أبا عبيدة"، وهي الصفة التي يستخدمها متحدث حماس، أبو عبيدة، عندما يشيد بالحوثيين، بحسب تعبيره.
وسرعان ما تحوّل اسم الشيخ صالح حنتوس (#صالح_حنتوس) إلى وسم يتم تداول ما يتعرض له هو ونساؤه من جُرم حوثي، متصدرًا تداولات نشطاء ورواد منصات التواصل الاجتماعي في اليمن.
من جهتها، أصدرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بيانًا أدانت واستنكرت من خلاله الجريمة الحوثية المُرتكبة بحق الشيخ حنتوس، حيث جاء فيه، "تدين وتستنكر الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، بأشد العبارات، الجريمة البشعة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإرهابية بحق الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في قرية البيضاء".
واتهمت الشبكة الحقوقية قياديين حوثيين بالاسم، بقيادة الحملة الحوثية وقصف منزل الشيخ، حيث قالت "أقدمت ميليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الثلاثاء، على تسيير حملة مسلحة بقيادة المدعو فارس الحباري، منتحل صفة محافظ ريمة، والمتحوث فارس روبع، ومحاصرة منزل الشيخ صالح حنتوس، وإطلاق النار بشكل عشوائي على المنزل، مستخدمة قذائف آر بي جي، ما تسبب في خلق حالة من الذعر والهلع بين أوساط الأهالي من نساء وأطفال، وعلى وجه الخصوص أسرة الشيخ".
وأضاف البيان"ووفقًا للمعلومات الأولية التي حصلت عليها الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، فإن الهجوم المسلح للمليشيات الحوثية على منزل الشيخ صالح حنتوس، أسفر عن إصابة الشيخ، وإصابة زوجته بجراح خطيرة، فيما منعت المليشيا نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج".
وأكد البيان أن "هذه الجريمة الوحشية تُجسد الوجه الحقيقي للميليشيا الحوثية، التي دأبت على ارتكاب جرائم التصفية والقتل خارج نطاق القانون بحق الأبرياء، في تحدٍّ سافر لكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية".
ودعت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، عبر بيانها، "المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومبعوثها الخاص، ومنظمات حقوق الإنسان، إلى إدانة صريحة لهذه الجرائم النكراء"، مطالبةً إيّاهم "بالتحرك الجاد لحماية المدنيين، ودور العبادة، والمؤسسات التعليمية، من الاستهدافات الحوثية الممنهجة".
