كشفت القناة 12 العبرية عن وجود خلافات متصاعدة داخل حركة حماس بين قياداتها الباقين في الداخل والخارج، وسط حالة من الفوضى التنظيمية التي تعاني منها الحركة بعد فقدان عدد كبير من قادتها بفعل العمليات العسكرية المستمرة.
وتتمحور الخلافات حول المسار المستقبلي لحماس، بين خيار استمرار القتال في قطاع غزة، أو التوجه نحو إنهاء الحرب، إضافة إلى مسألة ترحيل قيادات الداخل إلى الخارج.
ووفقًا لما ذكره المحلل السياسي الإسرائيلي إيهود يعاري، فإن قيادة حماس تُجري مناقشات مكثفة حول سياسات الحركة خلال المرحلة المقبلة، ويقارن يعاري بين حالة التردد داخل قيادة حماس وبين الموقف المعقد الذي يعيشه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه، في ما يتعلق بقرار استمرار الحرب أو وقفها.
وأشار التقرير إلى أن السؤال المحوري الذي يشغل كواليس قيادة الحركة في هذه المرحلة الدقيقة هو: "إلى أين نتجه؟"، وذلك في ظل ما وصفته القناة بـ"القيادة بلا قيادة"، حيث تُدار الحركة حاليًا بنظام جماعي، لكنه مجزأ ومحدود الصلاحيات.
وتطرح حماس حاليًا عدة سيناريوهات للنقاش، تمسك الحركة بمطالبها، وأبرزها صفقة "رهائن مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي مع بقاء الحركة ككيان عسكري" في غزة، أو أن تتجه نحو مراجعة شاملة للمسار السياسي والعسكري.
ومن بين السيناريوهات المطروحة بقوة داخل أروقة الحركة، بحسب التقرير، الدخول في عملية تحول قد تفضي إلى تحويل حماس إلى شريك أصغر نسبيًا في حكومة ائتلافية مستقبلية في قطاع غزة، على أن يُفكك جناحها العسكري مقابل السماح لبعض عناصرها بالانخراط في قوة أمنية وعسكرية جديدة، تكون مسؤولة كذلك عن عملية إعادة إعمار القطاع، في نموذج مشابه إلى حد ما لما هو قائم مع حزب الله في لبنان.
وفي هذا السياق، نقلت القناة عن الدكتور محمد المدهون، أحد كبار مسؤولي حماس، إقراره بأن المجتمع الغزي يعيش حالة من التفكك التام.
وأوضح المدهون أن غزة تشهد فوضى عارمة تتجسد في ارتفاع معدلات الجريمة والنهب والسرقة والعنف، وصراعات بين العائلات، في ظل غياب السيطرة، وسط اتهامات للجيش الإسرائيلي بتغذية هذه الفوضى.
وبحسب المدهون، فإن حركة حماس "لا تعرف حتى الآن كيف تتعامل مع هذا الوضع"، داعيًا إلى تشكيل لجنة من رؤساء البلديات والشخصيات المجتمعية البارزة لمواجهة الانهيار الداخلي.
ورغم كل ذلك، يلفت التقرير إلى أن أيًّا من قيادات حماس لم يجرؤ حتى اللحظة على طرح فكرة تسليم قطاع غزة لجهات أخرى.