رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي

logo
العالم العربي

لم تعرفها من قبل.. حرب غزة تورط إسرائيل في عزلة دولية مُطبقة

نتنياهو وبن غفير وسموتريتشالمصدر: وسائل إعلام عبرية

أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى مواجهة الدولة العبرية "عزلة دولية" لم تعرفها منذ نشأتها قبل نحو ثمانية عقود، إذ بدا أن القطاع المحاصر بالآليات الثقيلة والطيران الحربي، هو الذي يحاصر إسرائيل في العالم. 

أخبار ذات علاقة

النزوح في غزة

في الذكرى الثانية لحرب غزة.. محطات عالقة وآمال على قائمة الانتظار

وشهد العام الثاني من الحرب موجة غير مسبوقة من العزلة لإسرائيل، والتي تحوّلت من مجرد إدانات سياسية إلى عقوبات اقتصادية، مما يذكر بحقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وفق تقرير لشبكة "سي إن إن".

وأدّت الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة إلى تصاعد الضغوط العالمية، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة التي اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، كما تمت مقاطعتها في مجالات متعددة، لدرجة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر عن مخاوفه حيال تراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل في بلاده.

من الإدانات إلى العقوبات

ازدادت إسرائيل عزلة على الساحة العالمية مع استمرار الحرب والأزمة الإنسانية في غزة، حيث تسربت ردود الفعل العنيفة إلى المجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية، لتتصاعد حدة الإدانة الدولية منذ أن أعلنت تل أبيب عن هجوم بري على مدينة غزة، وشنت غارة غير مسبوقة على قيادة حماس في الأراضي القطرية.

وتزامن ذلك مع ما خلص إليه تحقيق مستقل للأمم المتحدة، حيث أكد لأول مرة، أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وهي نتيجة تعكس نتائج خبراء آخرين في جرائم الإبادة الجماعية ومنظمات حقوق الإنسان.

أخبار ذات علاقة

فيديو

بعد تدمير غزة.. هل أصبحت إسرائيل "عبئاً" على حلفائها؟ (فيديو إرم)

وفي أوضح مثال على عزلتها، اقترح الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري لإسرائيل، فرض عقوبات من شأنها تعليق اتفاقية التجارة الحرة مع تل أبيب جزئياً، في حال موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد عليها في وقت لاحق، كما طبّقت عدة دول غربية بالفعل عقوبات محددة ضد أفراد إسرائيليين، وبؤر استيطانية، ومنظمات تدعم العنف في الضفة الغربية المحتلة. 

وفي أغسطس/آب، أعلن صندوق الثروة السيادية النرويجي، وهو الأكبر في العالم، أنه سيبيع أجزاء من محفظته الاستثمارية في إسرائيل بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، كما واجهت تل أبيب أيضاً حظراً جزئياً أو كاملًا على الأسلحة من فرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة ودول أخرى بسبب سلوكها في غزة.

صدى العزلة كان مسموعاً في تل أبيب، لدرجة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقرّ به في سبتمبر/ أيلول الماضي، محذراً من أن بلاده تواجه "نوعاً من العزلة" قد يستمر لسنوات. وأضاف أنه لا خيار أمامها سوى الاعتماد على نفسها. 

الاعترافات بدولة فلسطين

وكان أوضح مثال على عزلة إسرائيل، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية سبتمبر الماضي، إذ اعترفت عدة دول غربية أخرى رسمياً بالدولة الفلسطينية قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما في ذلك دول دبلوماسية ثقيلة مثل كندا وفرنسا والمملكة المتحدة.

 ووجد تحليل جديد للتصويتات الرئيسية في الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرارات المتعلقة بالشؤون الإسرائيلية الفلسطينية بين عامي 2017 و2025، أجراه روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن بعض المدافعين عن إسرائيل منذ فترة طويلة "يتركون الحظيرة".

أخبار ذات علاقة

نتائج تصويت الأمم المتحدة بشأن مؤتمر "حل الدولتين"

بين "سردية حماس" وآلة الدبلوماسية.. هل أثرت حرب غزة على الاعتراف بفلسطين؟

كما لفت تقرير لجنة الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية في غزة الانتباه مجدداً إلى التحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية في الوضع في دولة فلسطين، حيث أوصى التحقيق بأن يقوم المدعون العامون بفحص الإبادة الجماعية كجزء من تلك القضية.

فيما حدّ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو العام الماضي بشكل كبير من إمكانية سفره خارج إسرائيل. وقد سلكت رحلة رئيس الوزراء إلى اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك مساراً ملتوياً، متجاوزةً المجالين الجويين الفرنسي والإسباني. بينما شهدت كلمته في اجتماعات الجمعية العامة مغادرة أكثر من 70 وفداً.

ترامب يطلق التحذير الأخير 

في سبتمبر، أدلى ترامب بتصريحات جرئية كشف خلالها عن تراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل، خاصة في الكونغرس والرأي العام، مما يعمّق من عزلتها الدولية.

وقال الرئيس الأمريكي "فقدت سيطرتها الكاملة على الكونغرس"، مشيراً إلى أن هذا التغيير بدأ منذ حوالي 15 عاماً، وأنه "مفاجئ قليلاً" أن إسرائيل لم تعد تمتلك لوبي قوياً كما كانت.

 واعترف ترامب أن إسرائيل تخسر "الحرب الإعلامية" بشأن غزة، مما يساهم في تراجع الدعم العام في الولايات المتحدة. وفقاً لاستطلاعات رأي حديثة، انخفض الدعم الأمريكي لإسرائيل بشكل دراماتيكي، حيث يعارض غالبية الناخبين الأمريكيين إرسال مساعدات اقتصادية وعسكرية إضافية إلى إسرائيل، في تحول مذهل عن الرأي العام السابق، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست". 

الثقافة والرياضة.. الوجه الآخر للعزلة

أخبار ذات علاقة

المعاناة الإنسانية جراء الحرب في غزة

"رعب الأرقام".. هذا ما تبقى من غزة واقتصادها بعد عامين من الحرب (فيديو إرم)

تلقّت إسرائيل أيضاً "مقاطعة" في مجال الترفيه والثقافة، إذ أعلنت هيئات البث في العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك أيرلندا وهولندا وإسبانيا، أنها ستقاطع مسابقة الأغنية الأوروبية المحبوبة إذا سُمح لتل أبيب بالمشاركة في عام 2026. 

وقالت هيئة الإذاعة الوطنية الأيرلندية، RTE، إنها "تشعر أن مشاركة أيرلندا ستكون غير مقبولة بالنظر إلى الخسائر الفادحة والمستمرة في الأرواح في غزة"، فيما أعلن اتحاد البث الأوروبي، الجهة المنظمة لمسابقة يوروفيجن، أن الدول الأعضاء ستصوت في نوفمبر/تشرين الثاني القادم على الدول التي يمكنها المشاركة العام المقبل. 

أما في هوليوود، فقد تعهّد آلاف المخرجين والممثلين والعاملين في صناعة السينما بعدم العمل مع مؤسسات السينما الإسرائيلية "المتورطة في الإبادة الجماعية والفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني". ومن بين الموقعين على التعهد أوليفيا كولمان، وإيما ستون، وأندرو غارفيلد، وهانا أينبيندر، التي تصدرت عناوين الصحف مؤخرًا بحيث اختتمت خطاب قبولها جائزة إيمي بعبارة "حرروا فلسطين".

أخبار ذات علاقة

بن غفير وسموترتيش

سموتريتش وبن غفير.. المتطرفان اللذان أطالا حرب غزة عامين

 ولم تكن الرياضة بمنأى عن ذلك، فقد أُلغيت المرحلة الأخيرة من سباق دراجات في إسبانيا خلال سبتمبر الماضي بعد أن عطلت عدة مظاهرات حاشدة مؤيدة للفلسطينيين الحدث، احتجاجاً على مشاركة فريق إسرائيل-بريمير تيك. وفي إسبانيا أيضاً، أبلغ منظمو بطولة شطرنج اللاعبين الإسرائيليين بعدم قدرتهم على المنافسة تحت علمهم الوطني، مما دفعهم إلى الانسحاب من المنافسة في وقت سابق من هذا الشهر، وفقاً لـ"رويترز". 

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخراً بمخاوف من احتمال تعرض إسرائيل لخطر الإيقاف عن المشاركة في مسابقات كرة القدم الأوروبية. 

وفي أغسطس/آب، تعرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لانتقادات لاذعة بعد عرض لافتة على أرض الملعب قبل نهائي كأس السوبر كُتب عليها "كفى قتلًا للأطفال، كفى قتلًا للمدنيين"، دون ذكر إسرائيل أو أي دولة أخرى تحديداً. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC