ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

سموتريتش وبن غفير.. المتطرفان اللذان أطالا حرب غزة عامين

بن غفير وسموترتيشالمصدر: (أ ف ب)

باعتمادهما على أيديولوجيا دينية قومية متشددة، شكّل الوزيران الإسرائيليان بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، عقبتين دائمتين في السنوات الأخيرة ضد مبادرات السلام مع الفلسطينيين، وكانا سببًا مؤثرًا لإطالة الحرب على غزة.

وكان السياسيان اليمينيان المتطرّفان هدفًا لعقوبات دولية من دول مثل المملكة المتحدة وكندا وأستراليا، حيث اعتبرتهما تلك الدول وغيرها، عقبة رئيسة أمام أي جهود لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

كما يدعو الوزيران باستمرار إلى توسيع الاستيطان في الأراضي المحتلة، بما في ذلك غزة والضفة الغربية، ويرفضان أي تنازلات تجاه الفلسطينيين، لكن دورهما ظهر بشكل أكثر سلبية مع استمرار الحرب على قطاع غزة، ورفضهما كل مبادرات وقفها.

وقبل نحو عام من حرب الـ 7 من أكتوبر 2023، تشكّلت الحكومة الإسرائيلية الحالية في عام 2022، بعد فوز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات، حيث شكل ائتلافًا مع حزبي الصهيونية الدينية الذي يقوده سموتريتش (14 مقعدًا) والقوة اليهودية الذي يقوده بن غفير (6 مقاعد).

ورغم أن هذين الحزبين يمثلان 20 مقعدًا فقط من أصل 67 في الائتلاف، فإن نفوذهما هائل، إذ يهددان باستمرار بإسقاط الحكومة إذا لم تلبَ مطالبهما، كما حالا مرارًا دون وقف الحرب على غزة.

كما يعتمد عليهما نتنياهو، الذي يواجه محاكمة بتهم فساد ويرفض إجراء تحقيق رسمي في هجمات 7 أكتوبر 2023،  لتجنب انتخابات مبكرة قد تنهي مسيرته السياسية الطويلة. ووفق تقرير سابق لـ "نيويورك تايمز"، اعتمد رئيس الوزراء على هذين الوزيرين لإطالة الحرب في غزة، لضمان بقائه في السلطة رغم التكاليف البشرية الهائلة. 

سموتريتش.. دعم التطهير العرقي

بتسلئيل سموتريتش، المولود عام 1980 في مرتفعات الجولان المحتلة، هو مستوطن يعيش في الضفة الغربية ويؤمِن بحق إسرائيل في جميع أراضي "فلسطين التاريخية"، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان". 

وتعكس حياته الشخصية والسياسية التزامه بتوسيع السيطرة الإسرائيلية، سواء عبر الضم القانوني أو بحكم الأمر الواقع، ففي عام 2005، اعتقلته الشاباك لدوره في احتجاجات ضد الانسحاب من غزة، حيث اشتبه في تخطيطه لإغلاق طرق وتدمير بنية تحتية لمنع الانسحاب. 

أفرج عنه دون اتهامات، ثم أسس منظمة غير حكومية تركز على السيطرة على الأراضي المحتلة، وفاز بمقعده البرلماني الأول في 2015. ويروج سموتريتش لإعادة استيطان غزة، معتبرًا الحرب فرصة لتوسيع المستوطنات، ويدعو إلى "هجرة طوعية" لسكان غزة، وهو ما يُعتبر من قبل خبراء قانونيين دوليين عملية تطهير عرقي. 

 في تقرير لـ"نيويورك تايمز"، وُصف سموتريتش كجزء من المتطرفين الذين سيطروا على إسرائيل، حيث يدعم عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين دون عقاب. 

بن غفير.. التطرف منذ الطفولة

أما إيتامار بن غفير، المولود عام 1976 لعائلة عراقية الأصل قرب القدس، فقد احتضن التطرف مبكرًا إلى درجة أن الجيش الإسرائيلي رفض تجنيده بسبب آرائه المتطرفة. أدين في الثلاثينات من عمره بالتحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية، لكنه استمر في ممارسة المحاماة، متخصصًا في الدفاع عن يهود متهمين بجرائم إرهابية. 

وكانت غرفة معيشته مزينة بصورة باروخ غولدشتاين، الذي قتل 29 فلسطينيًّا في مسجد الخليل عام 1994، وكان بن غفير معجبًا بالحاخام المتطرف مائير كاهانا. بعد سنوات من الهامشية السياسية، أصبح وزيرًا للأمن في حكومة نتنياهو، مسيطرًا على الشرطة والسجون التي اعتقلته سابقًا.

 ويصف تقرير لـ "نيويورك تايمز"، بن غفير كـ"ملك صانع" متطرف يهدد بتفكيك الائتلاف إذا تم التوقيع على صفقات سلام؛ ما يجبر نتنياهو على إطالة الصراع. 

تاريخ طويل من العقبات

يشكل هذان الوزيران عقبة دائمة أمام السلام، إذ يرفضان أي اتفاق يتضمن تنازلات إسرائيلية، ففي أبريل 2024، هدد سموتريتش بإسقاط الحكومة إذا وافق نتنياهو على هدنة مدتها ستة أسابيع مع حماس، والتي كانت ستؤدي إلى إطلاق سراح أكثر من 30 رهينة. وقال في اجتماع الوزراء: "إذا تم تقديم اتفاق استسلام كهذا، فلن يكون لديك حكومة بعد الآن"؛ ما دفع نتنياهو إلى التخلي عن الخطة. 

 كذلك، في يوليو 2024، تدخل بن غفير لإفشال مفاوضات هدنة أخرى، محذرًا من "الانهيار" إذا استمر نتنياهو في التنازلات؛ ما أدى إلى إضافة مطالب جديدة مثل رفض الانسحاب من ممر فيلادلفيا، وانهيار قمة روما.

 وتستند هذه التهديدات إلى اعتمادهما على 14 مقعدًا في الائتلاف، حيث يفقد نتنياهو الأغلبية دون دعمهما؛ ما كان يجبره على إطالة الحرب رغم نصائح عسكرية بأن عمليات مثل الاستيلاء على رفح ليس لها قيمة إستراتيجية كبيرة. 

وفي يونيو 2025، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج عقوبات مشتركة على سموتريتش وبن غفير، تشمل حظر السفر وتجميد الأصول، بسبب إثارة العنف المتطرف وانتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.

أخبار ذات علاقة

بن غفير

بن غفير: فخور بمعاملتي لنشطاء أسطول الصمود كـ"إرهابيين"

ووصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الاثنين بأنهما "يثيران عنفًا متطرفًا وانتهاكات خطيرة لحقوق الفلسطينيين"، مضيفًا أن اقتراحهما طرد الفلسطينيين من غزة "وحشي". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC