"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
تلاحق الكوارث البيئية والصحية النازحين من قطاع غزة، خاصة من اضطروا لنصب خيامهم قرب مواقع تجميع مياه الصرف الصحي، مثل بركة الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، حيث تنتشر خيام النازحين من كل اتجاه.
ويعاني هؤلاء من انتشار الحشرات الضارة، والبعوض، والأوبئة التي تهدد حياتهم وحياة أطفالهم، في ظل انعدام الأدوية والإمكانيات الطبية الضرورية لمنع تفشي الأمراض.
ويعيش المئات من العائلات النازحة في محيط هذه المناطق داخل خيام مهترئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وسط الروائح الكريهة والحشرات والآفات التي تقاسمهم المكان يومياً.
وقال رائد حمدونة، إنه "اضطر وثلاثة من أشقائه لنصب خيامهم بجوار بركة لتجميع مياه الصرف الصحي، لعدم وجود أماكن لنصب الخيام في ظل الاكتظاظ السكاني بغربي مدينة غزة على إثر نزوح الآلاف من شمالي القطاع".
وأوضح حمدونة، لـ"إرم نيوز"، أن "عائلته مثل مئات العائلات التي تعاني الأمرين بسبب سكنها بالقرب من مناطق تجميع الصرف الصحي"، مشيرًا إلى أن جميع أفراد العائلة أصيبوا بأمراض بسبب ذلك، خاصة الجلدية والمعوية.
وأشار إلى أن "الجميع يعاني انتشار الذباب والبعوض والآفات الضارة علاوة على الروائح الكريهة، وعدم توفر أدنى مقومات الحياة"، مشددًا على أن ذلك يتزامن مع الوضع الإنساني الصعب للغاية الذي يعيشه سكان القطاع.
ولفت إلى أن "الحشرات الضارة تنتشر في كل مكان بخيام النازحين، علاوة على القوارض والجرذان والكلاب الضالة"، متابعًا "نحارب من أجل البقاء على قيد الحياة، ولحماية أطفالنا من مخاطر الحرب وأعبائها، لكن بلا جدوى".
وقال الناطق باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، إن "الآلاف من السكان يعيشون أوضاعًا إنسانية وصحية صعبة، بسبب وجودهم بالقرب من مناطق تستخدم لتجميع مياه الصرف الصحي"، مبينًا أن ذلك بالتزامن مع عدم توفر المبيدات الحشرية والمعدات اللازمة لمكافحة الحشرات.
وأوضح النبيه، لـ"إرم نيوز"، أن "البلدية ليس لديها الإمكانيات لمكافحة الحشرات والآفات المنتشرة بالقرب من برك تجمع الصرف الصحي، خاصة المبيدات الحشرية"، لافتًا إلى أن ذلك يزيد معاناة النازحين بالقرب من تلك المناطق.
وأضاف "الحرب الإسرائيلية وعدم قدرة البلديات على أداء مهامها البيئية كان سببًا رئيسًا في زيادة انتشار الحشرات والآفات الضارة"، مشددًا على أن ذلك سبب في زيادة المصابين بالأمراض الجلدية والمعوية بمختلف المناطق.
وحذر المسؤول المحلي من خطورة استمرار السياسات الإسرائيلية ضد القطاعين البيئي والصحي في غزة، قائلًا "سيكون من الصعب السيطرة على الأوضاع خلال الفترة المقبلة، وسنشهد انتشارًا واسعًا للأمراض".
وقال مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة، غسان وهبة إن "وجود النازحين بالقرب من برك تجمع مياه الصرف الصحي كانت أحد الأسباب الرئيسة بتفشي الأمراض الصدرية والمعوية والمعدية بين النازحين".
وأوضح وهبة، لـ"إرم نيوز"، أن "الجهات المختصة رصدت ارتفاعًا بالمصابين بالأمراض الجلدية والمعوية في مناطق النزوح القريبة من برك تجميع مياه الصرف الصحي"، مشيرًا إلى أن الحشرات الموجودة بتلك المناطق الأقدر على نقل الأمراض والأوبئة.
وزاد "كما رصد تفشي أنواع جديدة من البكتيريا، التي يشكل وجودها في مناطق النزوح خطرًا على السكان، وقد يؤدي إلى انتشار أمراض مثل الملاريا والتهاب السحايا"، مشددًا على ضرورة وجود حلول سريعة لمثل هذه الأمراض.
وبين أن "فئة الأطفال هي الأكثر عرضة لتلك الأمراض، خاصة في ظل ضعف المناعة لديهم، التي تتزامن مع عدم قدرة أجسادهم على مقاومة الأمراض في ظل عدم توفر الغذاء الملائم"، مستكملًا "غزة على شفا كارثة إنسانية كبرى".