"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
كررت إسرائيل، خلال الحرب مع إيران، ذات السياسة التي استخدمتها في لبنان، ومن قبلهما في قطاع غزة، لمواجهة الإستراتيجية العسكرية الهجومية التي تبنتها إيران وأذرعها، لتجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وتظهر الأيام الأولى من المواجهة بين الجانبين، تركيز إسرائيل بعد تحييد أكبر قدر ممكن من الدفاعات الجوية، وإتاحة المجال أمام الطائرات الحربية للعمل في سماء إيران، على استهداف المنصات الصاروخية لتعطيل قدرة الجيش الإيراني على إطلاق رشقات صاروخية مكثفة تجاه إسرائيل ضمن إستراتيجية "الإغراق الصاروخي".
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه "دمّر 120 منصة صاروخية إيرانية، تمثل نصف مخزون طهران من المنصات الجاهزة لإطلاق الصواريخ"، وألحق متحدث باسم الجيش الإسرائيلي هذ الإعلان، بتأكيد استهداف مزيد من المنصات الصاروخية الإيرانية.
وتستهدف إسرائيل من الضربات الاستباقية لمنصات الصواريخ، تعطيل إستراتيجية إيران الهجومية والتي تعتمد على "الإغراق الصاروخي" وذلك عبر استهداف إسرائيل برشقات مكثفة من الصواريخ تربك الدفاعات الجوية متعددة الطبقات التي تمتلكها، وهي ذات الإستراتيجية التي انتهجتها حماس، وبعدها ميليشيا حزب الله.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن الهجوم على منصات إطلاق الصواريخ ومواقع تخزينها في إيران ينجح في تعطيل بعض الهجمات الإيرانية، التي تم تقليصها، ولم تعد تشمل عشرات الصواريخ على عكس ما كان عليه الحال في بداية الحرب".
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي كثف استهداف منصات الصواريخ ليس عبر الجو فقط، ولكن عبر عناصر تعمل من الأرض باستخدام صواريخ "سبايك" الموجهة، والتي أشارت مقاطع تم تداولها، أخيراً، إلى العثور على عدد منها داخل الأراضي الإيرانية.
وخفضت إيران، بعد بضعة أيام من انطلاق الحرب، من وتيرة أعداد الصواريخ الباليستية التي تطلقها على إسرائيل، لكنها باتت تستخدم صواريخ أكثر تطورًا، خاصة صاروخ "فتاح" الفرط الصوتي، وهو أحدث الصواريخ الإيرانية والذي أعلنت إيران استخدامه، أخيراً، لضرب إسرائيل.
ويرى الخبير العسكري اللواء محمد عبد الواحد، أن إسرائيل التي بدأت المواجهة لإحباط التهديد النووي الإيراني، كثفت بشكل واضح استهداف منصات الصواريخ الإيرانية، لشل القدرات الصاروخية الإيرانية.
وقال عبدالواحد لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تدرك أن المباحثات السياسية يمكن أن تعطل البرنامج النووي الإيراني، لكنها لن تخفف عمليات التسلح بالصواريخ والمسيّرات"، مشددًا على أن الصراع الدائرة بين طهران وتل أبيب يندرج في إطار "الحرب غير التقليدية".
وبين أنه "لا يمكن الحديث عن الخسائر الإيرانية نتيجة الضربات الإسرائيلية المكثفة وذلك بسبب وجود تعتيم إعلامي على الخسائر"، متابعًا "إيران معنية بمواصلة الحرب في الجو عبر الصواريخ والمسيّرات لأن ذلك هو الحل الوحيد بالنسبة لها".
وتابع أنه "من المبكر الحديث عن ضرب القدرات الصاروخية الإيرانية، إلا أن إسرائيل تحاول عبر استهداف مكثف من جهة ومحاولة استدعاء التدخل الأمريكي للقضاء على القدرات الصاروخية الإيرانية".
وأشار إلى أن إيران تلجأ إلى استخدام الصواريخ الفرط الصوتية التي يصعب على إسرائيل اعتراضها من أجل تحقيق خسائر لدى إسرائيل باستخدام أقل قدر ممكن من الصواريخ، بدلاً من الرشقات الكثيفة من الصواريخ الباليستية، التي تحتاج إلى إجراءات عملياتية أكبر لإطلاقها.
ويرى الخبير في الشؤون العسكرية، أحمد عبد الرحمن، أن "إسرائيل تعمل في إطار سياسة عسكرية هدفها الرئيس تحييد القدرات الإيرانية"، مشيرًا إلى أن ذلك يتعلق بأهداف بعيدة المدى لتحييد خطر العداء الإيران كما حدث في غزة ولبنان.
وأوضح عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، أن "ضرب منصات الصواريخ والاغتيالات المتكررة مكنت إسرائيل من إجبار إيران على تخفيف أعداد الصواريخ والمسيّرات التي تطلق يوميًا، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تقليصها أكثر لاحقًا".
وأضاف: "بتقديري ستكثف إسرائيل من ضرباتها الجوية، والتي ستكون مدعومة، بشكل مباشر، من الولايات المتحدة، كما أن أي صفقات سلاح محتملة بين واشنطن وتل أبيب سترفع من وتيرة الهجوم الإسرائيلي ضد طهران".
وتابع "إسرائيل معنية بتدمير القدرات العسكرية التي طورتها إيران قبل التوصل لأي اتفاق ينهي المواجهة الحالية بينهما"، لافتًا إلى أن هذا المخطط يلقى دعمًا أمريكيًا، كما أنه سيحقق مكاسب سياسية وعسكرية كبيرة لتل أبيب وواشنطن، بحسب تقديره.
ولفت إلى أن الاستهدافات الإسرائيلية الاستباقية لمنصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، ستدفع إيران للاقتصاد في استخدام الصواريخ وتفادي إستراتيجية "الإغراق الصاروخي" التي كانت تستخدم خلالها عشرات الصواريخ خلال الضربة الواحدة ضد إسرائيل.