مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
قال الناطق الرسمي باسم تحالف السودان التأسيسي، الدكتور علاء الدين نقد، إن قائد قوات بورتسودان عبد الفتاح البرهان يسعى إلى إعادة ترتيب صفوفه بعد تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية، وكشف ارتباطاته بالإسلاميين ودورهم في الحرب.
وأشار نقد في حوار مع "إرم نيوز" إلى أن التصدّعات داخل معسكر بورتسودان، وتصاعد الخلافات بين مكوناته، جاءت بعد إعلان حكومة السلام من قبل تحالف تأسيس، والانتصارات العسكرية في كردفان، واقتراب تحرير الفاشر، مما كشف هشاشة التحالفات التي يقودها البرهان.
وأضاف نقد أن إعلان حكومة السلام من قبل تحالف تأسيس، والانتصارات التي حققتها قوات التحالف في كردفان، واقتراب تحرير الفاشر، إلى جانب افتضاح الدور الذي يلعبه الإسلاميون في هذه الحرب وسيطرتهم على الجيش، كلها عوامل أسهمت في تصدّع معسكر بورتسودان، مشيراً إلى أن تقارير عديدة صدرت عن الصحافة الدولية كشفت تورط الإسلاميين في دعم الإرهاب الإقليمي والدولي، وربطت البرهان وجماعته بالمحور الإيراني، ما أدى إلى تنامي المخاوف من تهديد مباشر لأمن البحر الأحمر.
وبيّن أن هذا التصدّع ظهر جلياً حين بدأت عناصر من الكتلة الديمقراطية في معسكر بورتسودان تتحدث صراحة عن رفضها لمقترح خريطة الطريق الذي قدمه البرهان سراً للأمم المتحدة قبل أشهر، مما يعكس تصدع التحالفات التي أقامها.
واستطرد قائلاً إن مناوي، أحد أبرز الحلفاء في ذلك المعسكر، هاجم الجيش علناً في أكثر من مناسبة، واتهمه بالتخاذل في تقديم الدعم بمدينة الفاشر، قبل أن يغادر غاضباً، مضيفاً أن الخلافات الداخلية بشأن تشكيل ما يسمّى بـ"حكومة الأمل" كانت من المؤشرات المبكرة على التصدّع داخل المعسكر.
وأشار إلى أن لقاء البرهان بمبعوث الرئيس الأمريكي شكل لحظة مفصلية، حيث يبدو أن المبعوث كشف للبرهان مدى تورط الإسلاميين وفضح أوراقهم، وهو ما دفع البرهان وحلفاءه من الإسلاميين إلى محاولة إعادة ترتيب صفوفهم، عبر سلسلة من المناورات السياسية، تمثلت في إبعاد عدد من الضباط الإسلاميين من الجيش وإحالتهم إلى التقاعد، في محاولة لاسترضاء المجتمع الدولي، وتخفيف الضغوط المفروضة عليه.
وأوضح أن هذه الخطوات ليست سوى محاولات شكلية، فالحقيقة بحسب قوله إن قوات بورتسودان لا تقع تحت سيطرة الضباط الإسلاميين داخل المؤسسة العسكرية، بل تحت هيمنة الجناح السياسي للمؤتمر الوطني، الذي وصفه بـ"الإرهابي"، مضيفاً أن الجيش بات بمثابة كتيبة من كتائب الحركة الإسلامية، إلى جانب مجموعات أخرى كـ"البراء بن مالك"، و"القعقاع"، و"البرق الخاطف"، وغيرها من الكتائب "الجهادية المتطرفة".
وتابع قائلاً:"الكتائب الجهادية"، وعلى رأسها "البراء بن مالك"، أعلنت مراراً – على لسان من يُعرف بـ"المصباح" – أنها لم تحمل السلاح بأمر من أحد، ولن تضعه بأمر من أحد، بل تحدّت من يريد نزع سلاحها أن يواجهها ميدانياً، كما قام ذات الشخص في مناسبات أخرى بتمجيد علي عثمان محمد طه، نائب المخلوع عمر البشير، واصفاً إياه بأنه رمز من رموز المؤتمر الوطني المحلول.
وأضاف أن تصريحات أحمد هارون لوكالة "رويترز" كانت أوضح ما يكون، حين أقرّ بأنهم يدعمون قوات بورتسودان من أجل بقائهم، بل وصل الأمر إلى عرضهم عليها أن تستمر في الحكم، وهو ما يشير بوضوح إلى امتلاكهم سلطة "العطاء والمنع"، ويعزز القناعة بأن السيطرة الفعلية على الجيش بيد الجناح السياسي للإسلاميين، وليس بيد العسكريين المحسوبين عليهم.
وأردف أن عملية إعادة ترتيب البيت الداخلي التي ينفذها البرهان حالياً، لا يمكن فصلها عن سياسة توزيع الأدوار التي اتبعت في بداية الحرب؛ حين تمّ تقديم الكباشي في صورة الراغب في السلام، بينما ظهر العطا كالمتشدد الداعم للإسلاميين، وجسّد البرهان موقعاً وسطاً بينهما، في محاولة لخداع الداخل وكسب الوقت إلى أن يتمكن الجيش من نسج تحالفات جديدة، واستيراد السلاح، وتعطيل مسارات التفاوض.
ونوّه إلى أن الضباط الذين أُحيلوا إلى التقاعد لن يتم إقصاؤهم فعلياً، بل سيتم تدويرهم داخل منظومة الحركة الإسلامية "الإرهابية" في القطاع المدني، على أن يُستبدلوا بعناصر جديدة قد تكون غير معروفة إعلامياً، لكنها تدين بذات الولاء أو على الأقل لا تمانع استمرار سيطرة الإسلاميين السياسيين على الجيش.
واختتم نقد حواره مع "إرم نيوز"قائلاً: "أزمة الجيش في السودان ليست آنية أو مرتبطة فقط بالوضع الراهن، بل هي أزمة بنيوية ممتدة منذ الاستقلال، إذ إن الجيش ظلّ حزباً سياسياً في ثياب عسكرية، يسعى إلى السلطة عبر الانقلابات على كافة الفترات الديمقراطية".
وبعد انقلاب الإسلاميين في العام 1989، وهيمنتهم الكاملة على المؤسسة العسكرية، تضاعفت هذه النزعة، حيث تزاوجت رغبة الجيش في الحكم مع تطلع الإسلاميين الإرهابيين للسيطرة، ومن هذا المنطلق، يرى أنه من يعتقد أن فك الارتباط بين البرهان والإسلاميين أمرٌ ممكن، فعليه أن يعيد النظر في تقديره، لأن قرار البرهان حسب تعبيره مرتهن بالكامل لدى المؤتمر الوطني الإرهابي.