أكد تقرير لصحيفة "المونيتور" الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضعه بلاده في "مأزق كارثي"، ويركز جل اهتمامه الآن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خشية أن يضغط عليه لإجباره على وقف القتال في غزة، في وقت تواجه فيه إسرائيل عزلة كبيرة وسيلًا من الانتقادات الدولية.
ورغم أن نتنياهو يبدو غافلًا عن العزلة الدبلوماسية المتزايدة التي تحاصر إسرائيل، وتداعياتها المحتملة على اقتصاد البلاد، فإن الضغوط الدولية حولت إسرائيل إلى دولة "شبه منبوذة"، وفق تعبير التقرير.
ورأى التقرير أنه في حين تتحمّل إسرائيل مسؤولية هذا المأزق الكارثي، تبدو حكومة نتنياهو كذلك غير مدركة لعواقبه.
وبحسب الصحيفة، يرى بعض المراقبين أن انهيار مكانة إسرائيل الدولية يعادل الكارثة العسكرية التي نجمت عن هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته "كما نجحت حماس في كسر شوكة فرقة غزة في 7 أكتوبر، فإن الهجوم الدبلوماسي، اليوم، حطم ببساطة آليات دفاعنا".
ورغم أن إسرائيل واجهت، سابقًا، انتقادات لاذعة بسبب عمليتها العسكرية المستمرة منذ 19 شهرًا ضد حماس في غزة، فإن هجومها المتجدد خلال الأسابيع الأخيرة، ورفضها السماح بدخول المساعدات الإنسانية لأكثر من شهرين، قد نفّر حتى أقرب حلفائها.
وفي بيان مشترك صدر، الأسبوع الماضي، عن قادة كندا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وُصفت تصرفات إسرائيل بأنها "لا تُطاق"، مع تحذير من فرض عقوبات ما لم تتخذ إجراءات فورية لوقف المعاناة في غزة، وإنهاء الحرب.
ودعا القادة حركة حماس إلى الإفراج الفوري عن عشرات الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا في قبضتها، ويُعتقد أن نحو 20 منهم على قيد الحياة.
وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي، بقيادة الحكومة الهولندية، أعلن عن مراجعة اتفاقية الشراكة التي تحدد الإطار القانوني للعلاقات مع إسرائيل.
وفي تطور متصل، علّقت الحكومة البريطانية، الأسبوع الماضي، مفاوضات اتفاقية تجارية جديدة مع تل أبيب.
كما باتت مشاركة إسرائيل في برنامج "هورايزون أوروبا" للبحث والتطوير مهددة، وهو برنامج يشكل مصدر تمويل رئيساً للبحث العلمي والأكاديمي في البلاد.
وامتد الحصار الدبلوماسي، حيث دعت إسبانيا إلى فرض حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل، وكذلك فعلت السويد، التي استدعت السفير الإسرائيلي في ستوكهولم لتوبيخه.
وفي حين تخطط أيرلندا لحظر التجارة مع الشركات الإسرائيلية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتكون أول دولة أوروبية تتخذ مثل هذه الخطوة، جاءت تصريحات المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرتس، الحليف الأهم لإسرائيل في أوروبا، لتعكس تحوّلًا واضحًا، بحسب الصحيفة.
وقال ميرتس "لم أعد أفهم هدف الجيش الإسرائيلي في غزة؛ إن إلحاق الأذى بالسكان المدنيين إلى هذا الحد، كما شهدنا في الأيام الأخيرة، لم يعد يُبرر باعتباره حربًا على إرهاب حماس".
بدورها، عبّرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وعدد من الحلفاء التقليديين لإسرائيل، عن مشاعر مشابهة.
وأكدت الصحيفة أن العزلة الدبلوماسية، إلى جانب العقوبات المحتملة، تُهدد الاقتصاد الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أن عزلة إسرائيل تتفاقم مع تعليق معظم شركات الطيران الكبرى رحلاتها إلى البلاد، خوفًا من هجمات ميليشيا الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيّرة، والتي تتسبب، أحيانًا، في تعطيل حركة الطيران في مطار بن غوريون.
واختتمت الصحيفة بالقول إن نتنياهو، الذي لا يزال يتحدث عن "السيطرة الكاملة على غزة" و"الانتصار الشامل على حماس"، لا يبدو قلقًا إلا من احتمالٍ واحد: أن يُجبره ترامب على وقف الحرب.
