أكد الملك تشارلز الثالث، اليوم الثلاثاء، في خطاب العرش الذي ألقاه خلال مراسم افتتاح الدورة البرلمانية في أوتاوا، على استقلال كندا، في أعقاب تهديدات متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضم البلاد إلى الولايات المتحدة.
وقال الملك تشارلز: "الديمقراطية والتعددية وسيادة القانون وتقرير المصير والحرية، هي قيم يعتز بها الكنديون، والحكومة مصممة على حمايتها"، مضيفًا أن "كندا تواجه لحظة حساسة".
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الملك تشارلز وجّه "رسالة مبطنة" إلى الرئيس ترامب في خطابه النادر أمام البرلمان الكندي، مفادها أن كندا لديها ملك بالفعل.
وأضافت الصحيفة أن الملك، الذي يُعد رأس الدولة في كندا، شدد على تمسك البلاد بسيادتها وهويتها الوطنية، في رد غير مباشر على تصريحات ترامب المتكررة التي لمح فيها إلى إمكانية انضمام كندا إلى الولايات المتحدة كـ"الولاية الحادية والخمسين".
وقال تشارلز: "تواجه كندا اليوم لحظة فارقة أخرى. الديمقراطية، والتعددية، وسيادة القانون، وحق تقرير المصير، والحرية، هي قيم عزيزة على الكنديين، والحكومة عازمة على حمايتها".
وكان ترامب قد أثار جدلًا خلال الأشهر الماضية بعد فرضه تعريفات جمركية على السلع الكندية، ما أسهم في تأجيج أزمة غلاء المعيشة.
في هذا السياق، قال الملك تشارلز: "النظام التجاري العالمي المفتوح، الذي رغم أنه ليس مثاليًا، وأسهم في تحقيق الازدهار للكنديين لعقود، يشهد تغييرات؛ كما أن علاقات كندا مع شركائها آخذة في التحوّل".
وبحسب الصحيفة، رغم القيود الدبلوماسية التي تفرضها البروتوكولات، خاصة التعليمات البريطانية بتجنب إثارة التوتر مع واشنطن، بدا خطاب الملك بمثابة رسالة طمأنة للكنديين وتأكيد على استقلال قرار بلادهم.
وأثارت دعوة الملك لترامب لزيارة دولة إلى المملكة المتحدة هذا الخريف استياءً في بعض الأوساط الكندية.
يُذكر أن زيارة تشارلز، التي استمرت أقل من 24 ساعة إلى أوتاوا، هدفت إلى تأكيد دعمه للشعب الكندي، وتُعد المرة الأولى التي يُلقي فيها عاهل بريطاني خطاب العرش في البرلمان الكندي منذ أن فعلت الملكة إليزابيث الثانية ذلك عام 1977، بمناسبة مرور 25 عامًا على اعتلائها العرش.
