logo
العالم العربي

إسرائيل آخر ضحاياه.. تحذير من "انفجار إقليمي كبير" في الشرق الأوسط

إسرائيل آخر ضحاياه.. تحذير من "انفجار إقليمي كبير" في الشرق الأوسط
آليات عسكرية إسرائيلية على حدود غزةالمصدر: (أ ف ب)
02 أغسطس 2025، 8:58 م

اعتبر تقرير نشرته صحيفة "UnHerd" البريطانية أن موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وجمود الوضع في غزة يفاقمان من عزلة إسرائيل الدولية ويدفعان بالمنطقة نحو انفجار كبير.

وقال التقرير إنه "في وقتٍ تتزايد فيه مؤشرات التوتر والانهيار عبر الشرق الأوسط، يحذّر خبراء من أن إسرائيل قد تكون الضحية النهائية لانفجار إقليمي متسلسل إذا استمرت السياسات الحالية على ما هي عليه".

وتتسابق القوى الغربية لإعادة ضبط مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، حيث أعلنت دول مثل بريطانيا وفرنسا عن نوايا للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

أخبار ذات علاقة

ستيف ويتكوف خلال زيارة إلى قطاع غزة

"الكل أو لا شيء".. واشنطن تضغط لإنهاء الحرب في غزة باتفاق شامل

 غير أن محللين يرون أن هذه الخطوات، طالما بقيت رمزية وغير مصحوبة بتحرك عملي ملموس، قد تؤدي إلى تعميق عزلة إسرائيل دوليًا بدلًا من دفعها نحو تسوية سياسية عادلة، بحسب التقرير.

وتابع أنه رغم الطابع المشروط للموقف البريطاني، فإن رمزية الاعتراف من دولتين بحجم بريطانيا وفرنسا، وكلاهما من حلفاء الولايات المتحدة في مجموعة السبع، ليست بالأمر الهين. وإذا ما تم تنفيذ هذه الخطوات، فإنها ستضع اثنتين من أقرب شركاء واشنطن في مواجهة سياسية مع السياسات الإسرائيلية، مما يعزز عزلة تل أبيب على الساحة الدولية.

لكن في المقابل، فإن غياب موقف أمريكي حازم، كون واشنطن هي الطرف الخارجي الوحيد القادر فعليًا على التأثير في السياسات الإسرائيلية، يجعل فرص أي ضغط دولي فعلي محدودة، ويُبقي الأزمة مفتوحة على مزيد من التصعيد الإقليمي.

نافذة ضيقة وأثمان باهظة

وأضافت الصحيفة البريطانية قولها: "تواجه المنطقة لحظة مفصلية تتقلص فيها الخيارات وتتسارع فيها التداعيات. فمع تعثر المسارات السياسية، واستمرار الحرب في غزة، وتنامي الغضب الشعبي في دول الجوار، تبدو المنطقة متجهة نحو سلسلة من الانفجارات المتزامنة، قد يكون من بينها ما يتجاوز قدرة أطراف النزاع التقليدية على احتوائه".

أخبار ذات علاقة

العلم الفلسطيني

تحذيرات إسرائيلية: "تسونامي الدولة الفلسطينية" يخرج عن السيطرة

 وبينما تبدي بريطانيا وفرنسا بعض التحول الرمزي في موقفهما، لا تزال الولايات المتحدة الطرف الوحيد القادر فعليًا على تغيير المعادلة، ليس فقط عبر نفوذها على إسرائيل، بل عبر قدرتها على صياغة مقاربة شاملة تربط العدالة بالأمن وتمنح الفلسطينيين أفقًا سياسيًا حقيقيًا، وفقا للتقرير.

لكن غياب الرؤية طويلة الأمد، سواء في واشنطن أو تل أبيب، يهدد بجعل المنطقة رهينة دوامة دمار ذاتي، يُعاد فيها إنتاج الصراع جيلًا بعد جيل. 

كارثة غزة وما بعدها

في حين تبقى المأساة الإنسانية في غزة محور الاهتمام الدولي، يرى عدد من المحللين أن ما يحدث قد لا يكون سوى التمهيد لانهيار إقليمي أوسع وأكثر دمارًا في السنوات القادمة.

وقال البروفيسور فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد وأحد أبرز الخبراء في شؤون الشرق الأوسط، إن "الضحية النهائية قد تكون إسرائيل، لقد تحولت إلى قلعة محصنة تعيش على السلاح، والتاريخ يعلمنا أن القلاع لا تصمد إلى الأبد" وفق تعبيره.

أخبار ذات علاقة

عندما يتهم ترامب إسرائيل بالتجويع.. من يصدق نتنياهو؟

تشكيك وقلق من الوضع في غزة.. هل بدأ مزاج ترامب يتغير تجاه نتنياهو؟

 وبحسب التقرير فإن "ما يجعل السيناريو أكثر سوداوية هو أن الانحدار لا يتطلب قرارات جديدة جذرية من أي طرف؛ يكفي أن تواصل الأطراف جميعًا السير في مسارها الحالي. فمثلًا، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرة "إعادة توطين" سكان غزة في دول عربية، في تماهٍ واضح مع الخطاب الإسرائيلي المتشدد.

وأظهر استطلاع أجرته جامعة بنسلفانيا أن 82% من الإسرائيليين يؤيدون طرد سكان غزة، بينما يؤيد 56% طرد الفلسطينيين من داخل إسرائيل نفسها، وهي نسب تصاعدت بشكل كبير مقارنة بعام 2003. 

أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، فصرّح مؤخرًا بأن غزة "جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل"، مشيرًا إلى نية الحكومة توسيع السيادة على الضفة الغربية أيضًا.

ارتدادات إقليمية ودولية

وبحسب التقرير لم تبقَ تأثيرات الحرب على غزة محصورة في حدودها الجغرافية، بل بدأت تلقي بظلالها الثقيلة على استقرار المنطقة بأسرها، مشيرا إلى تحذير مصدر أمني بريطاني في تصريحات لوكالة رويترز من أن الحرب في غزة قد تكون "أكبر محفّز لتجنيد المتشددين منذ غزو العراق عام 2003". 

وتابع: "هذا القلق يعكس اتساع نطاق التعبئة الأيديولوجية العابرة للحدود، والتي تجد في مشاهد الدمار اليومي في غزة وقودًا لاستقطاب جيل جديد من الغاضبين".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC