يستعد مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في خطوة تأتي وسط استمرار الجمود السياسي والتحديات الأمنية التي تواجه البلاد.
ومع تعيين وزيرة خارجية غانا السابقة، هنا تيتيه، على رأس البعثة، تثار تساؤلات حول المسار الذي ستتبعه في معالجة الأزمات المتفاقمة، وعلى رأسها توحيد السلطة التنفيذية، ودفع العملية الانتخابية، والتعامل مع التشكيلات المسلحة.
وهنا تيتيه هي المبعوث الأممي العاشر الذي يتولى مهمة رئيسةً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا منذ عام 2011، وينتظرها عدد من الملفات أبرزها الانقسام بين شرق البلاد وغربها.
ومن المنتظر أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا بتمديد ولاية البعثة الأممية في ليبيا حتى 21 أكتوبر/تشرين الأول القادم، وسيدعو هذا القرار إلى فرض عقوبات على كل من يحاول عرقلة وتقويض جهود السلام الجارية في البلاد، التي تشهد انقسامات سياسية وأمنية متزايدة.
ويأتي هذا التطور في وقت تسعى فيه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، على الأرجح، لكسر الجمود السياسي الذي تعرفه البلاد منذ انهيار الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي كان من المقرر تنظيمها في الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول عام 2021.
وتواجه ليبيا العديد من الملفات المعقدة، مثل تفكيك الميليشيات، والدفع قُدُمًا بالانتخابات العامة، وأيضًا توحيد السلطة التنفيذية في البلاد، في ظل تحركات مجلسي النواب والأعلى للدولة.
وقال الدبلوماسي الليبي السابق، عثمان البدري، إن "الحديث عن البعثة الأممية في ليبيا يدور حول محددات أو استفسارات تصب جميعها في اتجاه واحد، وهو: ما دورها؟ وماذا حققت طيلة الـ14 سنة الماضية من عمر الأزمة التي تعرفها البلاد؟".
وأضاف البدري، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "البعثة، بغض النظر عن تغير المبعوثين أو عددهم، تسير بوتيرة واحدة، وتعمل بنفس الأسلوب والآليات، وكلها لم تُجدِ نفعًا طيلة هذه المدة الطويلة. نحن الآن وصلنا إلى المبعوث العاشر بعد تعيين تيتيه مبعوثة جديدة".
وشدد على أن "هذا الرقم يؤكد أن البعثة لم تغير من أسلوبها وطريقتها في التعامل مع الأزمة، ومن يعملون بنفس الوتيرة وآليات البعثة هم الموظفون داخلها، وبعضهم يعمل فيها منذ سنوات طويلة، وبكل تأكيد استوعبوا المشكلة وأبعادها وحلولها".
واختتم البدري حديثه قائلًا: "في تقديري، يجب أن تضع تيتيه أولويات من بينها العمل بمبادرة ستيفاني خوري، التي ترتكز على ست نقاط، لذلك أتوقع أن أولويات البعثة ستكون نفس أولوياتها السابقة، خاصة أن تيتيه ستحتاج إلى وقت لفهم الأزمة".
وتشهد ليبيا الآن استقرارًا حذرًا، مع اندلاع اشتباكات بين الفينة والأخرى، ما يطرح علامات استفهام حقيقية حول مآلات الوضع.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية، محمد صالح العبيدي، إن "أولويات البعثة الأممية، في اعتقادي، ستقتصر على أمور سياسية، خاصة في ظل العجز المستمر عن حل الداء الحقيقي، وهو الأطراف المتحكمة على الأرض، المتمثلة أساسًا في التشكيلات المسلحة والأطراف المتنفذة الأخرى".
وأوضح العبيدي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "البعثة قد تطلق حوارًا سياسيًّا ضمن أولوياتها، من أجل توحيد السلطة التنفيذية تمهيدًا لإجراء الانتخابات، لكن في ظل وجود مكونات تخشى تنظيم هذه الانتخابات؛ لأنها تعني فقدان وجودها، مثل مجلسي النواب والدولة، فإن الانتخابات لن تُنظم".