أشار خبير سياسي إلى أن القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم غد الثلاثاء، في العاصمة واشنطن، ستحسم عدة ملفات في الشرق الأوسط، منها إنهاء المشروع الإيراني وحرب غزة، كاشفًا عن خطة أمريكية أخرى تتعلق بتوزيع الغزيين في دول أخرى كلبنان وليبيا وسوريا.
وأضاف الخبير المصري أحمد عطا، في لقاء خاص مع "إرم نيوز"، أن إسرائيل تريد تدمير البنية التحتية الأمنية لحركة حماس، ولا يمكن أن يتحقق ذلك دون ترحيل سكان غزة خارج فلسطين.
وتأتي القمة بين الزعيمين في وقت صعب للغاية، ولاسيما بعد دعوات ترامب إلى تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، الأمر الذي لاقى رفضًا عربيًا ودوليًا واسعًا.
وتاليًا نص الحوار مع أحمد عطا:
ما الذي يمكن أن ينتج عن لقاء أو "قمة نتنياهو وترامب" في واشنطن؟ ما أبرز الملفات الملحّة بينهما؟
"قمة نتنياهو وترامب"، أفضّل أن أُطلق عليها قمة المشروع الواحد والرؤية متعددة الأوجه؛ فنتنياهو يريد أن يحسم مع ترامب عدة ملفات تصعد بإسرائيل لإدارة الشرق الأوسط، ومنها إنهاء المشروع الإيراني وتصفيته في لبنان واليمن والعراق. لهذا، أتوقع أن تلحق العراق بسوريا.
وسأكشف لك عن معلومة من مصادر خارجية تفيد بأن إدارة ترامب تجهز "جولاني" آخر في العراق بمواصفات أمريكية إسرائيلية.. أما الملف الثاني فهو مبني على خطة عُرفت باسم free land أي "الأرض الخالية من السكان"، إشارة إلى غزة.
إسرائيل تريد تدمير البنية التحتية الأمنية لحركة "حماس". ولا يمكن أن يتحقق ذلك دون ترحيل سكان غزة خارج فلسطين لدول الجوار، ثم يأتي بعد ذلك إعمار غزة.
موضوع تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، كيف ستتم مناقشته بين ترامب ونتنياهو؟ وإلى أين سيفضي اللقاء؟
أعتقد أن هناك رؤية أمريكية للحفاظ على حلفاء أمريكا؛ وأقصد الأردن ومصر. لهذا، أتوقع توزيع المليون ونصف ما بقي من سكان غزة على لبنان وسوريا وليبيا ومصر والأردن بنسب تسمح باستقبالهم وبشكل مؤقت وليس طويل الأجل؛ ما يعني خروج نتنياهو بصيغة جديدة بعد انتهاء هذه القمة في واشنطن وسيعلن عنها.
ما الأبعاد والجوانب الخفية في لقاء ترامب ونتنياهو؟ وكيف تفسر ضرورة اللقاء في هذا التوقيت؟
الضرورة مبنية على رؤية واحدة، وهي ما بعد الهدنة الأولى والثانية. فما هي طلبات إسرائيل التي سوف تطرحها وتحتاج لدعم أمريكي حاسم فيها؟ هنا السؤال. وأعتقد أن أهم طلب هو تفكيك الآلة العسكرية لحركة "الجهاد" الإسلامي و"القسام" و"سرايا القدس" وترحيلهم خارج غزة.
مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ويتكوف.. ما الرابط والتقاطعات بين مهمته في غزة وقمة ترامب ونتنياهو؟
الرابط قائم على رؤية موحدة، وهي إدارة إسرائيل المنطقة العربية وإنهاء النزاعات المسلحة في الشرق الأوسط وتدمير كل ما يهدد أمن واستقرار تل أبيب. لهذا، أعتقد أن مبعوث ترامب قدم تقريرًا مفصلًا لترامب قبل لقائه بنتنياهو، بجانب حلول دبلوماسية في هذه المرحلة وليست عسكرية من جانب أمريكا، التي تتحرك لتصفية سياسية واقتصادية لكثير من أعداء أمريكا وإسرائيل.
مع تصريحات نتنياهو بتغيير وجه الشرق الأوسط.. ماذا يخطط ترامب للشرق الأوسط، برأيك
في هذه المرحلة يريد ترامب أن يتخلص من الوجود الاستثماري الصيني والروسي، وأعتقد أنه من الصعب لأسباب كثيرة، منها أن الاستثمارات ليست لها وطن ولا تعرف لغة السياسة، ولكن تعرف لغة واحدة وهي المحافظ الاستثمارية ماركة "إيزنهاور".
الرد المصري على خطة ترامب بشأن غزة.. إلى أي مدى سيؤثر قرار على الرئيس الأمريكي؟
أولًا الرد المصري كان مغلفًا بتأييد شعبي؛ فالشعوب هي التي تحكم وتلعب دورًا في القرارات المصيرية، وترامب تفهم ذلك؛ لأن مصر مهمة بالنسبة لأمريكا، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشعب المصري يرفضان تصفية القضية الفلسطينية.
لهذا، أجرى ترامب اتصالًا هاتفيًا مع السيسي في محاولة لتقريب وجهات النظر، وخاصة أن مصر تحملت الكثير منذ انطلاق حرب "طوفان الأقصى"، التي هي لغز حتى الآن لصناع القرار السياسي في العالم.. فالكل يسأل: "ماذا جنت حماس من هذه الحرب؟".
ما البدائل المتاحة لدى مصر في حال تطبيق قرار ترامب وترحيل الفلسطينيين إلى مصر؟
هي ليست بدائل، بل ضمانات تمنحها أمريكا لمصر، بالتأكيد، على أن الترحيل قصير الأجل وليس طويل الأجل، من ناحية.. ومن ناحية أخرى، لابد من دعم مباشر وضخم لمصر؛ لأن اقتصادها لا يمكن أن يتحمل أعدادًا أخرى من اللاجئين، ففيها قرابة 10 ملايين مواطن من دول عربية مختلفة.
أخيرًا.. برأيك، ما الخطة الأنجع لإنجاح مفاوضات غزة أو حل أزمة غزة نهائيًا مع الإدارة الأمريكية الجديدة؟
منح سلطات حقيقية للسلطة الفلسطينية، وإنهاء القضية كما هو متفق، بالحل على أساس الدولتين. ولكن نتنياهو يريد أن يصنع تاريخًا جديدًا لإسرائيل ويصفي غزة وينهي وجودها.
