انتقد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة في السودان (صمود)، المبادرة التي طرحها رئيس حكومة سلطة بورتسودان أمام مجلس الأمن الدولي أمس، مؤكداً أنها لا تقدم أي جديد عملي لوقف الحرب، بل تكرس جوهر الصراع.
وقال "تحالف صمود" في بيان نشره عبر حسابه في منصة "إكس": "تابعنا الخطاب الذي ألقاه رئيس وزراء سلطة بورتسودان بالأمس أمام جلسة الإحاطة المخصصة للسودان بمجلس الأمن الدولي والتي طرح فيها ما أسماه بمبادرة حكومة الأمل للسلام، والتي لم تقدم جديداً سوى التأكيد على استمرار الحرب وتصاعدها وتفاقم تبعاتها الكارثية على شعبنا، ولا يمكن بأي حال التعاطي معها بشكل جاد كجهد او كإطار لإيقاف نزيف الدماء في بلادنا".
وتابع البيان، "جاء هذا الخطاب في وقت تمر فيه البلاد بأكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم، ويقع فيها المدنيون ضحية لانتهاكات مروعة يرتكبها طرفا النزاع، إذ تشهد جبهات القتال خصوصاً فى جنوب وشمال كردفان، تصعيداً متزايداً ينذر بكوارث محدقة تضاف الى الكوارث الماثلة أصلاً".
وهاجم التحالف انحياز "سلطة بورتسودان للأقلية المنتفعة من استمرار الحرب"، مؤكداً أن الخطاب "تجاهل أصوات غالب أهل السودان الذين عبروا بوضوح عن موقفهم الداعي للسلام والمتمسك بثورة ديسمبر المجيدة ومسار الانتقال المدني الديمقراطي".
وشدد "صمود"، على أن "الطريق الأقصر والأكثر جدية لتحقيق سلام عادل ومستدام يضع حداً لمعاناة السودانيين، يمر عبر التطبيق الكامل لخارطة طريق الرباعية الصادرة في بيان 12 سبتمبر 2025، والتي جاءت استجابة لتطلعات غالبية مكونات الشعب السوداني، وحظيت بدعم واسع"، مؤكداً أن الجهة الوحيدة التي خرجت عن هذا التوافق هي "منظومة المؤتمر الوطني/الحركة الإسلامية وواجهاتهم الإرهابية التي تعمل على إطالة أمد هذه الحرب، وإجهاض كل فرص إسكات صوت البنادق واجتراح طريق لإنهاء الحرب".
ودعا التحالف طرفي الصراع إلى "الاستجابة الفورية لمقترح الهدنة الإنسانية الذي طرحته المبادرة الرباعية، والشروع في تنفيذها والالتزام بها دون شروط أو تأخير".
وحذر تحالف صمود من أن ما قدمه رئيس حكومة سلطة بورتسودان، يمثل "محاولة للالتفاف على مسار السلام الذي اقترحته خارطة طريق الرباعية، وفتحاً لباب جديد لتعدد المبادرات دون مضمون، بهدف إظهار سلطة بورتسودان بمظهر الباحث عن السلام، في وقت تعمل فيه عملياً على إجهاض المبادرة الأكثر حظاً لإسكات صوت السلاح"، وفق نص البيان.