سلّط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على بروز تهريب الطائرات المسيّرة كسلاح حربي جديد وفعّال، بدءًا من أوكرانيا والآن في إسرائيل، معتبرًا أنها أصبحت أداة رئيسة في تكتيكات القتال الحديثة، لا سيما عندما تُطلق من عمق أراضي العدو.
وبحسب الصحيفة، فإن المسيّرات الصغيرة، الهجومية، التي يصعب اكتشافها وتملك قدرة تدميرية عالية، تُحدث تأثيرًا مضاعفًا عند إطلاقها من داخل أراضي الخصم، ما يجبره على القتال في جبهتين، خارجية وداخلية.
ونقل التقرير عن خبراء عسكريين أن استخدام هذه التقنية يجمع بين المفاجأة العسكرية التقليدية والتكنولوجيا الحديثة، مشيرين إلى أن بناء أو نشر طائرات مسيّرة قاتلة خلف خطوط العدو يُعد تطورًا نوعيًا في فنون الحرب.
ورغم غموض تفاصيل العمليات السرية لأسباب استخبارية، فإن التقرير يشير إلى أن نهج إسرائيل السري منحها أفضلية واضحة في هجومها الأخير ضد إيران.
وقال العميد الإسرائيلي المتقاعد والمختص بالاستراتيجيا الدفاعية في معهد واشنطن، عساف أوريون، إن الهجوم من "الجناح الأيسر" أجبر إيران على مراقبة الداخل، وليس فقط التهديدات القادمة من الغرب.
ووفق مسؤولين إسرائيليين، فإن عملية التهريب واستخدام المسيّرات كانت ثمرة سنوات من التخطيط والعمل الاستخباري الدقيق.
ويُعتقد أن بعض الطائرات المستخدمة كانت رباعية المراوح، صغيرة الحجم نسبيًا، لكنها قادرة على حمل قنابل وأسلحة أخرى.
كما قارنت الصحيفة العملية الإسرائيلية بما جرى قبل أسبوعين، حين دمرت أوكرانيا أكثر من 40 طائرة حربية روسية باستخدام سرب من 117 مسيّرة جرى زرعها سرًا قرب قواعد عسكرية داخل روسيا.
وأشارت إلى أن إيران بدورها خسرت صواريخ ومنظومات دفاعية تم تدميرها بطائرات وأسلحة مهرّبة من قبل عملاء استخبارات إسرائيليين.
ورأت الصحيفة أن المسيّرات تُعد سلاحًا مثاليًا للعمليات السرية، خصوصًا إذا تم تهريبها إلى عمق أراضي العدو على مراحل، ما يصعّب اكتشافها.
وتتطور وسائل التصدي لهذا النوع من التهديد، من حلول بسيطة كالحواجز الصلبة حول المعدات، إلى أنظمة متقدمة للتشويش أو إسقاط الطائرات.
وخلصت الصحيفة إلى أن أوجه التشابه بين تكتيكات إسرائيل وأوكرانيا في تهريب واستخدام المسيّرات، توحي بأن هذا النهج سيُحتذى في صراعات أخرى، على الأقل إلى حين ابتكار أدوات حربية أكثر تطورًا وسرية.