قال صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل تضع المزيد من النساء على الخطوط الأمامية للمساعدة في حل مشكلة القوى العاملة لديها.
وبيّنت الصحيفة أن النساء المجندات في الجيش الإسرائيلي نُشرن، بعد الـ7 من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، على خطوط المواجهة في غزة ولبنان وسوريا.
وفي حين تُشكل النساء الآن 21% من الأدوار القتالية، وبينما دخلت الجنديات ساحة المعركة في غزة ولبنان وسوريا بطرق كان الكثيرون يعتقدون أنها مستحيلة في السابق، لكنهن لا يزلن يواجهن تحديات في تحقيق المساواة الكاملة.
وذكرت الصحيفة أنه قبل الهجوم كانت النساء مدربات على القتال، لكنهن كنّ يُتركن في الغالب للحراسة داخل حدود إسرائيل أو إدارة نقاط التفتيش في الضفة الغربية، وهي مهام تُعتبر أقل خطورة.
وأكدت أن المرأة الإسرائيلية واحدة من كل 5 جنود مقاتلين، إذ بلغت حوالي الثلث إجمالاً، وهي نسبة أعلى من العديد من الجيوش الغربية الحديثة، كما يقول الخبراء، وهي نسبة تُسهم في تخفيف النقص الحاد في القوى العاملة في إسرائيل بعد 20 شهرًا من الحرب.
وفي حين اعتمدت إسرائيل، بحسب خبراء، بسرعة على النساء قبل حرب تأسيسها عام 1948 من مزيج من الأيديولوجية الاشتراكية والقومية والضرورة، قلصت لاحقًا أدوار النساء حتى التسعينيات، عندما فتحت وحدات حرس الحدود صفوفها للمقاتلات وأجبرت قضية في المحكمة العليا القوات الجوية على تجنيد طيارات.
وفي الوقت الراهن، فإن أكثر من نصف الأدوار القتالية في الجيش مفتوحة للنساء، و90% من الأدوار العامة، بحسب الصحيفة، التي بيّنت أن هذه النسبة العالية للنساء في الأدوار القتالية المخصصة أمر غير معتاد في الجيوش الحديثة.
وعلى سبيل المثال، فإن الولايات المتحدة، رغم أنها فتحت معظم الأدوار العسكرية للنساء، إلا أن نسبة القوات النسائية الإجمالية لا تزال أقل عند 18%.
وتُعد إسرائيل أيضًا واحدة من الدول القليلة التي تُخضع النساء لتجنيد واسع النطاق في سن 18 عامًا، تمامًا مثل الرجال.
وبينما تمثل النساء اليوم 21% من القوات القتالية في إسرائيل، قفزت من 14% قبيل الحرب وارتفعت من 7% قبل عقد من الزمان، وفقًا لبيانات الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش إن لديه حوالي 4500 مجندة في أدوار قتالية، مدفوعًا بالتوسع في العروض المقدمة للنساء وزيادة الطلب من الإناث على العمل في المهن القتالية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يتألف في معظمه من جنود احتياط متطوعين، ما يلقي بعبء الحرب على كاهل العمال العاديين، وغالبًا ما يكونون من ذوي الأسر الشابة.
ورغم جهود الجيش الإسرائيلي لدمج النساء بشكل متزايد في الأدوار القتالية نظرًا لنقص القوى العاملة، لكن لا تزال المساواة الكاملة في الجيش تُشكل تحديًا، وفقًا للصحيفة، التي الجيش الإسرائيلي يسعى جاهدًا لتجنيد الرجال اليهود المتشددين في صفوفه كحل لمشكلة القوى العاملة.
وأوقف الجيش الأسبوع الماضي، وفقًا للصحيفة، برنامجًا تجريبيًّا لدمج النساء في وحدات المشاة الرئيسية في إسرائيل بسبب "انخفاض الكفاءة المتوقع"، بعد أن تبين أن المتدربات الـ23 يعانين من إصابات، و"لم يكن من المتوقع أن يستوفين المعايير المطلوبة للقتال واللياقة البدنية".
وفي حين يدعم الجيش ومعظم أنحاء البلاد تجنيد الرجال المتشددين، الذين يرفضون إلى حد كبير الامتثال لحكم صدر مؤخرًا عن المحكمة العليا وألغى إعفاءهم من الخدمة العسكرية الذي كان قائمًا منذ فترة طويلة، وبينما يُخفف دمج النساء الضغوط لإفساح المجال للرجال لأدوار قتالية أخرى.
واعتبرت الصحيفة أنه مع استمرار إغلاق العديد من المناصب القتالية الأساسية في الجيش أمام النساء أو هيمنة الرجال عليها، فإن دمج النساء يعني أن هذا ليس سوى حل جزئي لمشكلة القوى العاملة.