قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن النظام في إسرائيل، يحاول إخفاء حقيقة أن الجيش الإسرائيلي يواجه مشكلة في توفير المعدات العسكرية والتجهيزات القتالية وسط استمرار حرب "السيوف الحديدية".
وذكرت الصحيفة أن إفادات عدد من الجنود وقادة السرايا والكتائب وحتى الألوية، في الأيام الأخيرة، كشفت تفاقم المشاكل الناجمة عن أعطال فنية في دبابات "تايجر" وأسلحة القوات المناورة في غزة.
ولفتت "معاريف"، في تقرير لها، إلى أن اللواء السابع أقر بوجود صعوبات في الحصول على قطع غيار الدبابات، منبهًا على أن مخازن الجيش الإسرائيلي تعاني من افتقارها للمكونات الرئيسة مثل محركات الدبابات والجنازير وأنظمة القيادة، وغيرها.
قال قائد كبير في اللواء: "نحن في حالة حرب منذ ما يقرب من عامين، في غزة، ولبنان، وسوريا، والآن مجددًا في غزة، هناك استنزاف هائل للمعدات التي تنتقل باستمرار من مهمة إلى أخرى".
وأضاف القائد العسكري الإسرائيلي: "لا أحد مستعد لاحتمالية حرب طويلة كهذه. في النهاية، لكل عنصر ولكل منظومة عمر افتراضي"، على حد تعبيره.
وبحسب الصحيفة، لا يقتصر الوضع الإشكالي على اللواء السابع فحسب، بل يشمل جميع ألوية الجيش الإسرائيلي النظامية: المدرعات والمدفعية ومختلف ألوية المشاة.
وقالت إنه خلال عطلة "عيد الأسابيع" (شفوعوت)، أدى عطل فني بمنظومة الصواريخ المضادة للدبابات التابعة للواء "غفعاتي" إلى كارثة كبرى، حيث ارتفعت حرارة محرك منظومة الصواريخ المضادة للدبابات، ما تسبب بحريق في حي بجباليا.
وأضافت أن "الكتائب تخوض قتالًا مستمرًا، وخلال الحرب، تم إراحة وتبديل الجنود، بما في ذلك قادة الفِرَق والفصائل والسرايا والكتائب، والضباط الكبار تم استبدالهم، لكن أدوات الحرب بقيت في ساحة القتال دون أي استبدال أو تجديد".
وتابعت أن "المركبات الحربية تحتاج أيضًا إلى الصيانة والاستبدال والإصلاح، ولكن للأسف، يعاني الجيش من نقص في قطع الغيار المطلوبة، ما يدفعنا إلى الارتجال والبحث باستمرار عن حلول، كما أننا نوفر في نفقات الدبابات وقطع الغيار"، وفق ضابط كبير يُجري حاليًا مناورات في غزة.
ولا تقتصر المشكلة على ناقلات الجند المدرعة والدبابات، بل تشمل أيضًا الأسلحة، من بنادق معطلة ورشاشات وغيرها، يضطر المقاتلون إلى استخدام أسلحة معطلة ومشاكل تقنية متكررة.
ويعجز الجيش الإسرائيلي عن تجاوز حجم التآكل والتلف الذي أصاب جميع معدات الوحدات النظامية التي تقاتل بلا انقطاع منذ ما يقرب من عامين.
وقال قائد اللواء السابع وهو برتبة عقيد للصحيفة: "لقد أخطأنا بشكل قاطع في طريقة بناء القوة، لقد أخطأنا في تقدير قدرتنا على شن حملة قصيرة، لقد حلل العدو هذا الأمر، وبنى نفسه لاستنزافنا مع مرور الوقت، في مواجهة هذا، علينا إجراء تعديلات".
واستدرك قائلًا: "هذا لا يعني أننا لا نرغب في اتخاذ قرارات قصيرة الأجل أو تقصير مدة هذه الحرب، علينا أيضًا أن نكون مستعدين لعمل طويل الأمد بطريقة مناسبة".