إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
يرى خبراء أن استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار دولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، يمثل غطاء سياسيا لاستمرار الحرب وانحيازا لإسرائيل، ويوجه رسالة قوية لحماس، مفادها أن أي اتفاق لن يتم إلا عبر المفاوضات ووفقا للشروط الأمريكية.
ومنع الفيتو الأمريكي تمرير مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانيٍة من دون قيود للقطاع، في خطوة اعتبرتها الولايات المتحدة لمنع تقويض الجهود الدبلوماسية المتعلقة بحل النزاع بين طرفي القتال.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار بغزة؛ إلا أنها الأولى خلال الولاية الجديدة للرئيس دونالد ترامب، بالرغم من فتحها لقناة اتصال مباشرة مع حركة حماس.
وقال الخبير في الشأن السياسي، حاتم أبو زايدة، إن "الفيتو الأمريكي يأتي في إطار السياسات الأمريكية الثابتة تجاه إسرائيل"، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يكون رسالة شديدة اللهجة لحماس بشأن الدعم الأمريكي المطلق لتل أبيب.
وأوضح أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، أن "قيادة حماس عولت كثيرًا على قناة الاتصال المباشرة مع الولايات المتحدة، وقدرت أن بإمكانها الحصول على اتفاق منفصل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي".
وأضاف "الفيتو الأمريكي أحبط آمال حماس وقادتها السياسيين بشأن إمكانية التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي"، مبينًا أن القرار بمثابة وسيلة ضغط على حماس لتقديم مزيد من التنازلات للتوصل لاتفاق مع إسرائيل.
وتابع "ستكون الحركة مضطرة للقبول بالشروط الأمريكية الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة، وستقدم موقفًا مختلفًا عما أعلنته مؤخرًا"، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة لن تقبل إلا باتفاق يجري التوصل إليه عبر المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل.
وأكد أن "واشنطن ستكون أكثر تشددًا في التعامل مع حماس خلال الفترة المقبلة، وأن الفيتو أكد لجميع الأطراف عدم وجود أي خلافات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، وأن أي قرار مرتقب بشأن الحرب سيحظى بدعم أمريكي".
ويرى الخبير في الشأن السياسي، أحمد عوض، أن "حماس رفعت من سقف توقعاتها بشأن الحوار المباشر مع الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن الحركة توقعت أن تقدم واشنطن على إجراءات عقابية بحق تل أبيب لتمرير اتفاق للتهدئة.
وقال عوض، لـ"إرم نيوز"، إن "الفيتو الأمريكي يؤكد الالتزام تجاه إسرائيل ورفض أي حلول من جانب المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة"، لافتًا إلى أن أمريكا لن تقبل بأي حلول عبر المنظمات الدولية أو أي طرف آخر.
وزاد "يمثل ذلك رسالة من الولايات المتحدة لجميع الأطراف الإقليمية والدولية، أن الحل سيكون عبر المفاوضات ومن خلال وساطتها، وأن أي محاولات لتمرير قرارات دولية، سيكون مصيرها الفشل"، حسب رأيه.
وبين أنه "يتوجب على حماس أن تراجع سياساتها الأخيرة بشأن التعامل مع الولايات المتحدة والبحث عن أفق لحل سياسي"، مشددًا على أن الإدارة الأمريكية لن تمنح الحركة ما ترغب به، وأن هذا النوع من التواصل يعزز الانقسام الفلسطيني ويحوله إلى انفصال بين غزة والضفة الغربية.
