في عمق جبل جنوبي طهران، وتحت طبقاتٍ من الصخور والتحصينات، ينبض موقع "فوردو" النووي كقلبٍ سريّ يخفق بطموحات إيران النووية، ويؤرّق عواصم القرار حول العالم.
لا يدور الحديث فقط عن منشأة لتخصيب اليورانيوم، بل عن رمزٍ استراتيجي، محمي بعناية، صُمم ليصمد أمام القصف والخطط العسكرية.
مع اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران، تحوّل فوردو من منشأة علمية إلى هدف عسكري رئيس، يراه الإسرائيليون "مفتاحًا لكسر العمود الفقري للبرنامج النووي الإيراني"؛ فقد شُنّت عليه عدة ضربات خلال الأيام الماضية، لكن طهران تؤكد أن أضراره محدودة، بينما تلوّح تل أبيب بأن العملية لم تنتهِ بعد ما دام فوردو يعمل.
أهمية فوردو لا تكمن فقط في موقعه الجغرافي الحصين، بل في ما يدور داخله: أجهزة طرد مركزي متطورة، ونشاطات يُعتقد أنها قفزة نحو مستويات تخصيب أعلى، تمهيدًا لصناعة سلاح نووي، بحسب ما تخشاه إسرائيل والغرب.
المنشأة تقع على عمق أكثر من 80 مترًا داخل الجبل، ما يجعل تدميرها مهمة شبه مستحيلة من دون قنابل خارقة للتحصينات، لا تمتلكها إسرائيل. ومن هنا جاء النداء الحاد إلى واشنطن: شاركونا في تدمير فوردو.
نجاح العملية لا يُقاس بعدد الصواريخ التي تُطلق، بل بإسكات هذا القلب النابض تحت الأرض.
وإذا بقي فوردو حيًا، فإن المعركة خاسرة، مهما بدا العكس على السطح.
