logo
العالم العربي

دمشق تسترضي المسيحيين.. تعويض لغياب الأقليات أم دور روسي "خفي"؟

دمشق تسترضي المسيحيين.. تعويض لغياب الأقليات أم دور روسي "خفي"؟
خلال لقاء الشرع بالبطريرك يازجيالمصدر: وسائل إعلام سورية
20 أغسطس 2025، 3:46 م

قالت مصادر سياسية سورية إن الاجتماع الذي جرى بين الرئيس السوري أحمد الشرع وبطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، في قصر الشعب، انتهى إلى توافق بأن يكون البطريرك اليازجي هو المرجعية الرئيسية بالنسبة لاختيار أعضاء مجلس الشعب من المكون المسيحي.

المصادر اعتبرت أن هذا الاتفاق جاء لاسترضاء المكون المسيحي في سوريا بعد شهرين من التوتر في علاقة الكنيسة مع السلطات السورية، عقب الموقف البارد للسلطة من تفجير كنيسة الدويلعة في دمشق، والذي ذهب ضحيته نحو 25 شخصًا.

وأضافت المصادر لـ"إرم نيوز" أن دمشق تحاول استقطاب المسيحيين إلى جانبها، بعد ابتعاد المكونات الأخرى عن السلطة ورفضهم لنهجها، بمن في ذلك  الدروز والعلويون والكرد.

أخبار ذات علاقة

لحظة تنفيذ التفجير الانتحاري

الشرع يتوعد منفذي الهجوم على الكنيسة

 البطريرك يلتقي لجنة الانتخابات

وعقب الزيارة التي قام بها إلى قصر الشعب، التقى البطريرك يوحنا العاشر يازجي، وفدًا من اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، في ‏الكاتدرائية المريمية للروم الأرثوذكس بدمشق. وقالت المصادر إن زيارة الوفد جاءت للاسئناس برأي البطريرك حول الأسماء المقترحة لعضوية مجلس الشعب من المكون المسيحي. 

ويشكل المسيحيون السوريون ما نسبته 2.5% من عدد سكان سوريا، بعد أن كانوا يشكلون 8 - 10% من سكان البلاد قبل الحرب، حيث انخفض عددهم من 2.5 مليون إلى نحو 600 ألف، حسب تقديرات جديدة. ووفقًا لهذه النسبة، قد لا يتعدى عدد النواب المسيحيين أكثر من 6 أعضاء.

انقسامات

وتشهد الساحة السورية والأوساط المسيحية بشكل خاص انقسامًا حول العلاقة مع السلطة الحالية، وأيضًا حول موقف البطريرك يوحنا العاشر يازجي المستجد منها. 

وكانت الزيارة التي أجراها بطريرك أنطاكية، يازجي، إلى القصر الجمهوري، ولقاؤه الرئيس السوري أحمد الشرع، أثارت جدلًا واسعًا بين من رأى أن الزيارة خطوة ضرورية ومطلوبة لرأب الصدع وتعزيز الوحدة الوطنية التي تعرضت لضرر كبير، في ظل الشرخ والانقسام الكبير الذي تعيشه البلاد، وبين مَن رأى أن هذه الزيارة هي محاولة لحرف الأنظار عما يحدث في السويداء جنوبًا والساحل غربًا ومناطق سيطرة "قسد" في الشمال الشرقي، حيث تبتعد المناطق الثلاث عن المركز بدرجات متفاوتة، وصلت حد "الطلاق" في السويداء. 

دور روسي

ويربط كثيرون بين هذا التحرك المفاجئ بين الإدارة السورية الجديدة والمسيحيين، بالدور الروسي العائد بقوة عقب زيارة وفد سوري رفيع إلى موسكو آخر الشهر الماضي، ليفتح الباب أمام نشاط روسي مكثف بدأت ملامحه تظهر على الأرض في أكثر من مكان.

ويشير مصدر مقرب من الخارجية الروسية، في هذا السياق، إلى أن دفع العلاقة بين الحكومة السورية والمكون المسيحي (الأرثوذكسي) المرتبط بالكنيسة الشرقية الروسية، تقف وراءه موسكو، مؤكدًا أن عرّاب هذه العلاقة هو ماهر الشرع، شقيق الرئيس الذي يحتفظ بعلاقات خاصة مع الروس، (يحمل الجنسية الروسية بحكم زواجه بروسية وإقامته الطويلة فيها)، والذي كان أول المبادرين لنسج العلاقة مع البطريرك يوحنا العاشر، عقب عودته مع وفد سوري رفيع من زيارة استثنائية إلى روسيا.

أخبار ذات علاقة

سيرغي لافروف وأسعد الشيباني

بشروط و "وجوه جديدة".. موسكو تعيد نسج خيوط العلاقة مع سوريا ما بعد الأسد

 انتخابات مجلس الشعب

ورجح عضو اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري، حسن الدغيم، في مقابلة سابقة مع "إرم نيوز" أن تنعقد الجلسة الأولى لمجلس الشعب السوري الجديد في الأول من سبتمبر/ أيلول. فيما تم الإعلان عن زيادة عدد مقاعد المجلس من 150 إلى 210، يعيّن الرئيس 70 عضوًا منهم، في قرار أثار الكثير من الانتقادات.

لكن الدغيم قال في المقابلة، إن "ثلث الرئيس" يمكن أن يشكل ضمانة لتمثيل أوسع للمجتمع السوري المتنوع من الناحية الديمغرافية والثقافية والدينية، "قد يكون هناك إخوة أو أخوات من الأكفاء في مكوناتهم الثقافية أو طوائفهم، وقد لا تسعفهم العملية الانتخابية أو الترشح، أو هناك مغتربون ربما تحصّلوا على كفاءات عالية، والدولة بحاجة لخبراتهم، وهم غير معروفين في أماكن سكناهم، وهذا الثلث لضمان تمثيل هؤلاء الذين سيتعزز بهم السلم الأهلي في سوريا، وتتحصل أيضًا الكفاءة العلمية والاجتماعية." حسب قوله.

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC