ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم العربي

العراق.. تحالف السوداني الانتخابي يخلط أوراق البيت الشيعي

العراق.. تحالف السوداني الانتخابي يخلط أوراق البيت الشيعي
رئيس وزراء العراق محمد شياع السودانيالمصدر: وسائل إعلام عراقية
21 مايو 2025، 1:50 م

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تشكيل "ائتلاف الإعمار والتنمية" لخوض الانتخابات المقبلة، بعيدًا عن الإطار التنسيقي، في خطوة تُمثّل تحولًا سياسيًا لافتًا داخل البيت الشيعي. 

ويضم الائتلاف كلًا من تيار الفراتين بزعامته، إلى جانب رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، وائتلاف الوطنية برئاسة إياد علاوي، وتحالف إبداع كربلاء برئاسة محافظ كربلاء نصيف الخطابي، وتجمّع بلاد سومر، وآخرين.

وأوضح بيان صادر عن الائتلاف أن هذا التشكيل يأتي "استكمالًا لنهج الإعمار والإصلاح الذي شرعت به الحكومة"، و"استهدافًا لاستدامة المشاريع وتعزيز الاقتصاد الوطني وترسيخ الأمن والاستقرار والعلاقات الإقليمية والدولية".

وكان لافتًا غياب أي من أقطاب الإطار التنسيقي عن التحالف الجديد، في مؤشر كشف توجه  السوداني لخوض السباق الانتخابي بخط سياسي مستقل، بعيدًا عن المظلة التي أوصلته إلى السلطة، ما يُنذر بتغيرات جوهرية في تحالفات البيت الشيعي قبيل الانتخابات المقبلة.

تحالفات مضادة

ويقرأ الباحث في الشأن السياسي علي ناصر في إعلان رئيس الوزراء عن "تحالف الإعمار والتنمية"، وجود فرصة "أمام تحالفات انتخابية مضادة ستُعلَن خلال الأيام المقبلة، ما يشير إلى أن السباق الانتخابي انطلق فعليًا على شكل اصطفافات"، متوقعًا أن "تشهد المرحلة المقبلة إزاحة بعض الشخصيات، وظهور حملات إعلامية مضادة، وانتخابات تفتقر للنزاهة يهيمن عليها المال السياسي وتكرار الوجوه ذاتها".

وقال ناصر في تصريح لـ"إرم نيوز" إن "الإعلان المبكر عن التحالف قد ينعكس سلبًا على الشارع العراقي، ويزيد مشاعر الغضب الشعبي، خصوصًا في ظل انسداد الأفق السياسي وغياب التغيير الحقيقي في الطبقة الحاكمة".

وأشار إلى أن "ابتعاد السوداني عن قوى الإطار التنسيقي قد يُضعف فرصه في تشكيل الكتلة الأكبر، وكان بإمكانه تحقيق نتائج أفضل لو حافظ على تحالفات أوسع وأكثر تماسكًا".

أخبار ذات علاقة

عنصران من الحشد الشعبي

السباق الانتخابي يفجّر "صراع الولاءات" في معسكر الحشد الشعبي بالعراق

ويرى مراقبون أن إعلان "ائتلاف الإعمار والتنمية" يحمل رسائل متعددة؛ فهو من جهة يُظهر السوداني كرئيس وزراء منفتح على العمل السياسي، ومن جهة أخرى يوحي بامتلاكه قاعدة مستقلة يُمكن أن يراهن عليها بعيدًا عن وصاية الأحزاب التقليدية.

ويعوّل السوداني في خطابه الانتخابي على رصيد حكومته في ملفي الإعمار والخدمات، إذ تمكن خلال العامين الماضيين من تشييد نحو 35 جسرًا في بغداد، وتعبيد عشرات الطرق، وهي ورقة يسعى إلى استثمارها في مواجهة خصومه. 

غير أن هذه "المنجزات" لا تزال موضع تشكيك وتردد في الأوساط الشعبية، التي ترى أنها لا ترقى إلى مستوى الطموحات أو تعكس تغييرًا حقيقيًا في الواقع الخدمي، وفق مراقبين.

زخم انتخابي

وجاء إعلان "ائتلاف الإعمار والتنمية" قبل نحو ستة أشهر من موعد الانتخابات، وهو توقيت يُعدّ مبكرًا نسبيًا في السياق السياسي العراقي، ما يعكس محاولة لحجز موقع متقدم على الخارطة الانتخابية وفرض أمر واقع على بقية القوى.

ويرى عائد الهلالي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، أن "خلو التحالف من قوى الإطار التنسيقي يشير إلى تحول تدريجي في موقف السوداني، الذي بات يراهن على شعبيته الشخصية ومنجزات حكومته لتجديد الثقة به عبر صناديق الاقتراع، بدلًا من الاعتماد على صفقات الكواليس".

وأضاف الهلالي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "التحالف الجديد قد يمنح السوداني زخمًا انتخابيًا، لكن تشكيل الحكومة المقبلة سيظل رهينًا بالتوافقات داخل البيت الشيعي، نظرًا لاستمرار النفوذ السياسي الذي تحتفظ به قوى الإطار، ما يجعل الانفراد بالسلطة أمرًا بالغ الصعوبة، حتى في حال تحقيق نتائج انتخابية جيدة".

أخبار ذات علاقة

 محمد شياع السوداني

في رسالة بخط يده.. السوداني يعرض أهداف القمة العربية ببغداد

وأثار انضمام رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، إلى التحالف تساؤلات واسعة حول الدور الذي سيلعبه، بالنظر إلى حساسية موقعه الأمني، وارتباطه بملف الفصائل المسلحة، فضلًا عن كونه شخصية مثيرة للجدل ومشمولة بعقوبات أمريكية منذ عام 2021، ما قد يلقي بظلاله على صورة التحالف داخليًا وخارجيًا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC