تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
يرى خبراء أن ملف "الأقليات" سيمثل البوابة الرئيسية لاقتسام النفوذ بين الدول المتصارعة في سوريا، في الوقت الذي شهدت سوريا أكثر من 20 غارة جوية إسرائيلية استهدفت معظم المدن، ليل الجمعة الفائت، سبقتها غارة على محيط القصر الجمهوري في دمشق.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها رسالة للنظام السوري بأن إسرائيل لن تسمح بنشر قوات سورية جنوب دمشق، ولن تقبل بتهديد يمس الطائفة الدرزية، في مسعى يرسخ التقسيم في سوريا، بحسب الخبراء.
ومنذ سقوط نظام الأسد يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، نفذت إسرائيل مئات الغارات ضد الأراضي السورية، بدعوى مصالحها الأمنية، وحماية "الدروز" في المنطقة الجنوبية وريف دمشق، خاصة في مدينتي صحنايا وجرمانا.
وخلال الأشهر الماضية، تمكنت الحكومة السورية من تحقيق العديد من المكاسب الدبلوماسية، على صعيد علاقاتها الدولية، إضافة إلى رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية، في حين ارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية الهادفة إلى إضعاف الإدارة السورية الجديدة.
مع ذلك، فإن الخبير السياسي مازن بلال يرى أن الربط بين مكاسب الحكومة السورية الجديدة والغارات الإسرائيلية المتصاعدة على دمشق وبقية المدن ليس دقيقًا، مؤكدًا أن المصالح الأمنية والاستراتيجية الإسرائيلية هي الدافع الأساسي.
ويقول بلال لـ"إرم نيوز"، إن "الضربات الإسرائيلية وقائية، لها علاقة بالمجال الحيوي الإسرائيلي، وتثبيت النفوذ في المناطق التي تعتبرها مساحة لأمنها"، ويشير إلى أن ملف "الأقليات" هو البوابة لاقتسام النفوذ بين الدول المتصارعة في سوريا، وليس بهدف التقسيم.
ويضيف: "الصراع الإسرائيلي مع تركيا، على آليات الحكم في سوريا، أحد الأسباب الرئيسة الكامنة خلف ما يجري، إلى جانب المصالح التي يسعى لتحقيقها كل طرف، عبر ضغط عسكري، مبرر بحماية الأقليات".
وتبدو العلاقات الإسرائيلية القوية، مع أوروبا والولايات المتحدة، قادرة على كبح الانفتاح الغربي على دمشق، دون الحاجة للقيام بغارات جوية مستمرة ومتصاعدة، كما يرى الخبير السياسي عصام عزوز.
ويضيف: "إسرائيل لديها تأثير كبير في سياسات الولايات المتحدة وأوروبا، تجاه سوريا، لكن ما تحاول تكريسه اليوم عبر غاراتها الجوية، هو فرض مناطق نفوذ منزوعة السلاح، إضافة إلى احتلال مناطق استراتيجية من سوريا".
وعقب الغارات الأخيرة على دمشق وعدة مدن سورية أخرى، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف بنى عسكرية تحتية، في محيط دمشق ومناطق أخرى من سوريا، خشية أن تستفيد منها الحكومة السورية لتطوير قدراتها.
ويشير عزوز إلى أن الهدف الإسرائيلي الجوهري في سوريا تصرح به يوميًا الصحافة والمسؤولون الإسرائيليون، وهو المحافظة على سوريا دولة هشّة ضعيفة، مليئة بالصراعات ومرشحة للتقسيم إلى دويلات.
وتبدو الحكومة السورية غير قادرة حتى الآن على نزع ذرائع التدخل الخارجي، من إسرائيل أو غيرها، خاصة بعد قيام فصائل متطرفة موالية للحكومة بانتهاكات ضد المدنيين في الساحل، وبعد ذلك في صحنايا وجرمانا بريف دمشق.
وكان وزير الشتات الإسرائيلي، عميخاي تشيكلي، قد كتب على حسابه في منصة إكس، قائلًا: "إسرائيل ستعمل على حماية الأقلية الدرزية في المناطق القريبة من حدودها، ويجب الدفاع عن جميع الأقليات في سوريا، مع التركيز على الأكراد، خوفًا من الإبادة الجماعية التي ترتكبها هيئة تحرير الشام".
ويؤكد عزوز أن أسلوب تعاطي الحكومة الجديدة مع مكونات الشعب السوري يحتاج إلى تصحيح، من الناحية القانونية في الإعلان الدستوري، الذي لم ينل رضا الجميع، إضافة إلى حل الفصائل المتطرفة وتجريدها من السلاح، بعد ارتكابها الكثير من الجرائم.
ويضيف: "تحاول إسرائيل الإبقاء على خواصر ضعيفة، يمكنها التسلل من خلالها إلى سوريا، بغض النظر عمّن يحكم دمشق. وفي مقدمتها عدم وجود جيش سوري قوي، إلى جانب مجتمع مفكك منهمك بالصراعات".