تستمر قوات الدفاع الشعبي الأوغندية (UPDF) في مواجهة ضغوط كبيرة أثناء تنفيذ مهامها ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، حيث تضطر للقيام بهجمات لاستعادة مواقع استراتيجية فُقِدَت بعد تسليمها للجيش الصومالي، في ظل تصاعد نشاط جماعة الشباب المسلحة.
في يونيو 2024، سلّمت قوات الدفاع الشعبي الأوغندية قاعدة بارييري للجيش الصومالي، بعد أن كانت تحت سيطرة الاتحاد الإفريقي منذ 2013، لكن بعد تسعة أشهر، استعاد الشباب السيطرة على المدينة وعدد من القواعد الأخرى، ما اضطر القوات الأوغندية لشن هجوم مضاد استمر ثمانية أيام لاسترجاع السيطرة، وأسفر عن أكثر من 100 قتيل من الشباب، و17 عنصرًا من بعثة الاتحاد الإفريقي، بينهم ستة ضحايا من انفجار عبوة ناسفة.
وكشفت صحيفة "مونيتور" الأوغندية، أن خسائر القوات الأوغندية السابقة في يونيو أثناء استعادة قواعد سابيد وأنولي، والتي بلغت سبعة قتلى، تعكس حجم المخاطر المستمرة التي تواجهها وحدها في مواجهة جماعة منظمة ومرنة تكتيكيًا، بينما تفتقر باقي القوات المشاركة ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي في مناطق شبيلي الوسطى وهيران للقدرة على تنفيذ هجماتٍ مماثلة؛ ما يجعل القطاع الذي تغطيه القوات الأوغندية بما فيه العاصمة مقديشو ومنطقة جنوب شبيلي عرضةً لضغوط عسكرية كبيرة.
وتقول الصحيفة إن القوات الأوغندية تواجه كذلك تهديدات متنوعة تشمل هجمات العبوات الناسفة، ومركبات مفخخة، وألغامًا مزروعة على الطرق، فضلًا عن عمليات تجسس واختراق من بعض عناصر الجيش الصومالي، وهو ما يعقد المهمة العسكرية ويزيد من صعوبة تأمين المناطق المستعادة.
وبحسب مصادر، فإن العمليات العسكرية في بارييري وكافة المناطق المستهدفة ضمن المرحلة الثالثة من حملة العاصفة الصامتة، بما في ذلك مدينة أودهغلي، تُظهر اعتماد القوات الأوغندية على القوة النارية والتنسيق المباشر مع الجيش الصومالي، لكنها أيضًا تبرز التحديات التي تواجهها هذه القوات بمفردها في تأمين مناطق واسعة ضد مقاتلين متحركين ومتمرسين.
وبينما تمكَّنت القوات المشتركة من استعادة مخازن أسلحة ومعدات قتالية من الشباب، بما فيها رشاشات ثقيلة وقذائف "آر بي جي"، لكنها تواجه خطر الاستنزاف العسكري المستمر في ظل عدم قدرة باقي قوات الاتحاد الإفريقي على دعم الوتيرة العملياتية نفسها؛ ما يجعل القوات الأوغندية العمود الفقري لنجاح بعثة الاتحاد الإفريقي في هذا القطاع الحيوي.
من جانبها تؤكّد القيادة العسكرية أن المهمة مستمرة ضمن خطة الاتحاد الإفريقي لتمكين الجيش الصومالي تدريجيًا، إلا أن المخاطر الأمنية والهجمات المتكررة تجعل نجاح العمليات العسكرية يعتمد بشكل رئيس على جاهزية القوات الأوغندية وقدرتها على مواجهة الجماعات المسلحة بمفردها.