قال خبراء سياسيون فرنسيون إن القرار الأمريكي الأخير برفع العقوبات عن سوريا يمثل نقطة تحوّل لافتة في سياسات واشنطن تجاه الشرق الأوسط.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وأصبح أول رئيس أمريكي يلتقي قائدًا سوريا منذ 25 عامًا، وذلك بعد مشاورات قادها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
تعليقًا على ذلك، قال الباحث الفرنسي فريدريك بيشون، المتخصص في الشأن السوري، لـ"إرم نيوز"، إن "القرار يعيد سوريا إلى الخريطة الدولية، ويمهد لانطلاقة اقتصادية جديدة".
ومن جانبه، اعتبر سيدريك لابروس، الباحث في مدرسة EHESS والمتخصص في الجماعات المسلحة، أن سوريا باتت محورًا استراتيجيًا لمن يريد تثبيت قدمه في معادلة الشرق الأوسط، وقال إن "الوجود في دمشق يعني الوجود على مفترق طرق بين تركيا ودول الخليج والبحر المتوسط وصولًا إلى أوروبا".
على الصعيد الاقتصادي، يرى لابروس أن مشروع إعادة الإعمار في سوريا، بعد أكثر من عقد من الحرب، يشكل فرصة ذهبية للمستثمرين، في ظل تقديرات أممية تشير إلى حاجات تتجاوز 400 مليار دولار.
وأوضح أن القطاعات كافة من البنى التحتية إلى الطاقة والنفط والغاز، ستطرح فرصًا لعقود استثمارية مربحة، في ظل سباق محموم على النفوذ في دمشق.
وأشار إلى أن إعادة الإعمار لن تكون اقتصادية فقط، بل سياسية أيضًا، مؤكدًا أن "من ينجح في تثبيت حضوره في العاصمة سيكون له اليد الطولى في تحديد شكل النظام السوري القادم".
وأضاف لابروس أن هذا التحول ينسجم مع رؤية ترامب الساعية للانسحاب من صراعات الشرق الأوسط، قائلًا: "في ولايته الأولى، عرقل ماركو روبيو خططه، أما الآن فهو يبدو عازمًا على تنفيذ رؤيته للانسحاب التدريجي".
وختم بالإشارة إلى أن القوات الأمريكية ستبقى متمركزة في العراق حتى عام 2029 على الأقل، ما يمنح واشنطن القدرة على التدخل السريع في سوريا إذا ما استدعت الحاجة، خلال 24 ساعة فقط.