"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
فشل جديد واجه مشروعاً أمريكياً آخر في غزة، بعد "النتيجة الكارثية" التي انتهت إليها يوم الثلاثاء، آلية اقترحتها واشنطن لتوزيع المساعدات في القطاع، بعد استبعاد المؤسسات الدولية العاملة في المجال الإنساني، واستبدالها بشركات أمنية.
وبعد ساعات من بدء تشغيله، شهد أحد مركزي توزيع المساعدات في قطاع غزة، فوضى كبيرة، فيما قالت مؤسسة إغاثة غزة المدعومة من الولايات المتحدة إن عدد طالبي المساعدات في موقع توزيعها كان "في لحظة ما كبيراً جداً"، مما اضطر فريقها إلى التراجع.
وقبل أشهر، كان الإقرار أمريكاً بفشل مشروع "الميناء العائم" الذي أنشأه البنتاغون بهدف "معلن" هو تقديم المساعدات إلى سكان قطاع غزة، وهو فشل نتج عنه خسائر حقيقية بعشرات ملايين الدولارات، وإصابة عشرات الجنود الأمريكيين.
وكشف حينها تقرير لصحيفة "إسرائيل اليوم"، عن إصابات جسدية عديدة في صفوف الجنود، وأضرار للمعدات بقيمة عشرات ملايين الدولارات، وإخفاقات تخطيطية، وسوء تنسيق بين أذرع الجيش.
ويرى مراقبون أن سبب الفشل المتكرر للمشاريع الأمريكية في غزة يعود إلى "غياب الجدية" والجهل في واقع وتاريخ قطاع غزة، وهو ما ينطبق أيضاً على طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرة تحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، بعد تهجير سكانه الفلسطينيين إلى دول أخرى.
وقوبل الطرح برفض عربي ودولي واسع، واعتُبر غير واقعي ولا إمكانية لتنفيذه، بل شُبّه بأنه "خيال ساسي" بعيد عن واقع الصراع الطويل في فلسطين عموماً، وفي قطاع غزة تحديداً.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي، رجا طلب، أن الفشل هو مصير المشاريع الأمريكية في غزة بسبب "غياب الجدية"، التي ينتج عنها طرح أفكار "لا تطابق حاجات الفلسطينيين ولا معاناتهم، كما أنها لا تهدف بالأصل إلى تخفيف تلك المعاناة".
ويضيف رجا طلب في تصريح لـ "إرم نيوز"، أنه إذا "كان الأساس منقوصاً لأي خطة فبالتالي حتماً ستفشل"، منوهاً على سبيل المثال بأن الشركة الأمنية التي أسند لها دور توزيع المساعدات في القطاع "لا علاقة لها بواقع غزة ولا تعرف عنها شيئاً ولم تدرسه".
ويلفت في المقابل إلى الدور الكبير الذي كانت تقوم به "منظمة عريقة مثل الأونروا على سبيل المثال، أو منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية التي عملت لعقود على خدمة قطع غزة، وتعرف أين ومتى تقدم هذه الخدمة، على عكس المنظمات الطارئة".
كذلك يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، الدكتور محمد المصالحة، أن المشاريع الأمريكية تفشل وستواجه الفشل في غزة بسبب "غياب الرغبة الحقيقية" لمساعدة الشعب الفلسطيني.
ويرى في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "النوايا ليست سليمة والأهداف معروفة وهي إطالة الحرب"، معتبراً أنه لو كانت هناك نية حقيقية لمساعدة الشعب في غزة لتم السماح للمنظمات الإنسانية المعروفة أن تقدمها.