كشف الجيش الإسرائيلي عن قلقه من استغلال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتحقيقات المتعلقة بهجوم 7 أكتوبر لصالحه سياسيًّا على حساب الجيش، في وقت تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع ثقة الإسرائيليين بنتنياهو إلى أقل من 25% مقارنة بثقة تتجاوز 75% في الجيش.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، انعقد منتدى وزارة الدفاع وهيئة الأركان لمناقشة إخفاقات الهجوم الذي وقع في الليلة بين 6 و7 أكتوبر.
وأكد المنتدى أن أي نتائج من التحقيقات ستُعرض بعد مراجعة جهاز الشاباك، المسؤول المباشر عن الاستخبارات في غزة.
وتُحمّل قيادات الجيش "الشاباك" مسؤولية الإخفاق الاستخباراتي، حيث تشير التقارير إلى أن الجهاز كان يحتفظ بمعلومات دقيقة حول تصعيد حماس، لكنه لم ينقلها للجهات المختصة بشكل كافٍ.
وكان بإمكان "الشاباك"، باستخدام تقنيات متطورة مثل أنظمة تتبع الاتصالات وكروت SIM الخاصة بقيادات حماس، تحديد الانتقال من حالة الروتين إلى الطوارئ، لكنه أخفق في تقدير حجم الخطر.
واستقال رئيس جهاز الاستخبارات في غزة التابع للشاباك عقب الهجوم، اعترافًا بالمسؤولية، إلا أن الجيش الإسرائيلي يرى أن المعلومات المتاحة لم تُستخدم بالشكل الأمثل للتأهب لمواجهة التهديد.
وأكد قادة الجيش، بمن فيهم رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي، أن استكمال التحقيقات يتطلب مراجعة إضافية تشمل جميع المستويات، بدءًا من فرقة غزة وحتى القيادة الجنوبية.
وتوقع الجيش عدم الالتزام بالموعد النهائي المقرر لاستكمال التحقيقات في يناير المقبل.
وألقى مسؤولون عسكريون اللوم على ضابط استخبارات القيادة الجنوبية، الذي قلّل من خطورة الهجوم، وعدَّه مجرد "غارة" وليس بداية حرب.
كما أدار قائد القيادة الجنوبية، الجنرال يارون فينكلمان، محادثات مع "الشاباك" بعد بدء الهجوم، لكن التقدير الخاطئ للأحداث تسبب في تأخير الاستجابة المناسبة.
ويتهم الجيش المستوى السياسي، وعلى رأسه نتنياهو، بمحاولة استخدام نتائج التحقيقات لتحميل الجيش مسؤولية الإخفاق، خاصة أن المستوى السياسي لم يكن متورطًا بشكل كبير في إدارة الأزمة خلال الليل السابق للهجوم.
ويرى الجيش أن هذا التحرك يهدف إلى حماية نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت من أي تداعيات سياسية.