أجرى محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق، اليوم الثلاثاء، أول اتصال مباشر مع الرئيس السوري أحمد الشرع، قدم خلاله الأول إشارة انفتاح سياسي على الحكومة السورية الجديدة.
جاء الاتصال الهاتفي الذي تزامن مع عيد الفطر، بعد قطيعة طويلة وشكوك سياسية كانت تحيط بمستقبل العلاقات بين بغداد ودمشق، وسط انقسام داخلي في العراق حيال التعامل مع السلطة السورية الجديدة، خاصة في ظل موقف القوى السياسية المقرّبة من إيران.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، إن السوداني تبادل التهاني مع الرئيس السوري أحمد الشرع بمناسبة عيد الفطر، حيث أكد خلال الاتصال "موقف العراق الثابت بالوقوف إلى جانب خيارات الشعب السوري الشقيق".
وشدد على "أهمية أن تضم العملية السياسية جميع الأطياف والمكونات، بما يحقق التعايش السلمي والأمن المجتمعي".
وعبّر السوداني في الاتصال عن رفض العراق للتوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، وشدد على التمسك بوحدة وسيادة الأراضي السورية، و"رفض جميع أشكال التدخل الخارجي".
وأشار إلى "أهمية التعاون الثنائي في مواجهة تنظيم داعش، إلى جانب تعزيز التعاون الاقتصادي استنادًا إلى العوامل المشتركة بين البلدين".
يذكر أنه بعد سقوط نظام الأسد وتشكيل حكومة جديدة في سوريا، شهدت العلاقات العراقية السورية نهجًا حذرًا، إذ تجنبت بغداد إعلان مواقف واضحة بشأن النظام الجديد، خوفًا من تفجّر الخلافات داخل البيت السياسي العراقي، خاصة مع بقاء قيادات مثل نوري المالكي على موقفها الداعم للأسد ورفضها الاعتراف بأي تغيير في بنية الحكم السوري.
في المقابل، ترى جهات في الحكومة العراقية أن التعاون مع الإدارة السورية الجديدة أمر ضروري لأمن الحدود، ومكافحة الإرهاب، ووقف تهريب المخدرات والأسلحة، وهي ملفات تستدعي تنسيقًا مباشرًا مع دمشق، بعيدًا عن الاعتبارات السياسية السابقة.