في تطور أمني لافت، شهدت الحدود العراقية السورية حادثة إطلاق نار كثيف من الأراضي السورية باتجاه مدينة القائم العراقية بمحافظة الأنبار، ما أثار تساؤلات حول دلالات هذا التصعيد، خاصة مع تزامنه مع عودة عشرات العائلات المرتبطة بتنظيم داعش من مخيم الهول إلى العراق.
هذا التطور دفع الخبراء إلى تقييم الوضع من زوايا متعددة، حيث أشاروا إلى ضرورة تعزيز التنسيق الأمني بين العراق وسوريا لمنع أي استغلال للحدود من قبل الجماعات الإرهابية، مؤكدين أن غياب هذا التنسيق قد يخلق ثغرات تهدد الاستقرار الأمني للبلدين.
ويرى الخبراء أن القوات العراقية تعاملت بحذر مع الحدث، في ظل غياب توضيح رسمي من الجانب السوري حول أسباب إطلاق النار.
في الوقت نفسه، تبقى بغداد متيقظة بشأن ملف العائدين من مخيم الهول، حيث تتبع إجراءات أمنية دقيقة لضمان عدم استغلال عودتهم لإحياء نشاط التنظيم الإرهابي.
وحول هذا الموضوع، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الخضر إن حادثة إطلاق النار التي وقعت قرب الحدود العراقية لم تكن باتجاه الأراضي العراقية، بل تم رصد إطلاق ناري كثيف من الجانب السوري.
وأوضح أن القوات العراقية تعاملت مع الحدث بحذر، في ظل غياب توضيح رسمي من الجانب السوري حول أسباب هذا التصعيد.
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن مصادر محلية أشارت إلى وقوع انفجار داخل الأراضي السورية في موقع عسكري، مما أدى إلى فتح النار بشكل مكثف من قبل القوات السورية، مشدداً على أهمية تعزيز التنسيق الأمني بين العراق وسوريا، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية والحدودية المشتركة، لتفادي أي استغلال لهذه الفجوات من قبل التنظيمات الإرهابية.
وأكد أن عدم التنسيق بين البلدين قد يؤدي إلى اضطرابات على الحدود، ما يمنح الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش فرصة لاستغلال هذه الثغرات، لذا، يرى أن التفاهم الأمني والسياسي بين بغداد ودمشق ضرورة لا بد منها للحفاظ على استقرار المنطقة.
وفيما يتعلق بملف عائلات تنظيم داعش في مخيم الهول، أشار الخضر إلى أن العراق يتعامل بحذر شديد مع هذه القضية، من خلال إجراءات أمنية صارمة تضمن السيطرة على هذا الملف الحساس. وأكد أن الأجهزة الأمنية العراقية تولي اهتماماً كبيراً بهذا الموضوع، نظراً لحساسيته وأبعاده الأمنية.
وأضاف أنه بالرغم من كل التحديات، فإن عودة تنظيم داعش إلى قوته السابقة كما كان في عام 2014 تبدو مستبعدة، نظراً للتغيرات السياسية والأمنية التي شهدها العراق.
وأوضح أن التنظيم اليوم محاصر إلى حد كبير، وأن القوات العراقية نجحت في إحباط العديد من عملياته قبل تنفيذها، كما تواصل ملاحقة عناصره في المناطق الحدودية النائية.
من جانبه، أكد الباحث في الشؤون الدولية الدكتور محمد العقيلي أن القوات العراقية في حالة تأهب قصوى، خاصة في الشريط الحدودي مع سوريا، حيث تم نشر تشكيلات عسكرية متنوعة لتعزيز السيطرة الأمنية.
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن بعض الخروقات الاستفزازية قد تقع بين الحين والآخر، ما يزيد من مستوى الحذر والحيطة لدى القوات العراقية، مؤكداً أن أي محاولة لاستفزاز القوات العراقية ستقابل برد صارم، وبإجراءات أمنية مكثفة لرصد ومواجهة مصادر التهديد.
وفيما يتعلق بعودة العائلات العراقية من مخيم الهول، قال العقيلي إن هذه العودة تتم بموافقة الحكومة العراقية، وتخضع لإجراءات دقيقة تشمل نقلهم إلى مخيمات مخصصة أولاً، قبل خضوعهم لبرامج تأهيل واندماج. وبيّن أن غالبية هذه العائلات هي التي طلبت العودة إلى العراق.
كما أكد أنه لا يوجد أي ارتباط مباشر بين حادثة إطلاق النار على الحدود وعودة العائلات من مخيم الهول، مشيراً إلى أن السلطات العراقية لم تسجل أي مؤشرات على وجود علاقة بين الحدثين.