وسط أزمات إنسانية متفاقمة ونزوح جماعي في شمال وشرق سوريا، تجلت التحديات لاحتواء الوضع الأمني في مخيم الهول الذي يوصف أنه بمثابة "قنبلة موقوتة"، بسبب النشاط المتزايد لخلايا تنظيم داعش.
وتتزايد المخاوف من أزمة إنسانية وأمنية وشيكة في حال استمرار غياب الدعم، مما يفرض مسؤولية على المجتمع الدولي للتدخل وسد العجز، إذ تعد مناطق النزوح أرضًا خصبة للتطرف في غياب الدعم اللوجستي والمادي الكافي.
وفي هذا الصدد، قال ممثل الإدارة الذاتية الكردية في لبنان، عبد السلام أحمد، إن الإدارة الذاتية الآن تسعى لإيجاد مصادر تمويل أخرى، لا سيما وأن الأحداث الأخيرة في سوريا ساهمت في نزوح قرابة 150 ألف مدني، من مناطق مثل تل رفعت والشهبا وبعض سكان مدينة منبج وقراها في ريف حلب إلى مناطق شمال وشرق سوريا.
وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أنه لا يوجد دعم فعلي لهؤلاء، إضافة إلى توقف الدعم عن مخيم الهول وبعض المخيمات الأخرى، بالتالي لا يمكن للإدارة الذاتية تحمل هذه التكاليف دون دعم دولي، لذلك وجهت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبر ممثلياتها دعوات للمجتمع المدني والمنظمات الأممية لسد العجز في الدعم الإنساني.
وأشار إلى أن الأوضاع في سوريا لا تزال هشّة وغالبية المتواجدين في المخيمات لا ينوون العودة سريعًا إلى مناطقهم، وفق قوله.
وأوضح أن هناك نشاطًا قويًا لخلايا تنظيم داعش وتحركات لهم في محيط مخيم الهول، وتم تفكيك بعض هذه الخلايا التي كانت تنوي مهاجمة مخيم الهول الذي يتواجد فيه الآلاف من عائلات تنظيم داعش.
وختم بالقول إن سحب الدعم عن هذه المخيمات وسط الإمكانيات المحدودة للإدارة الذاتية الديمقراطية، سيشكل خطرًا كبيرًا، خاصة وأن مخيم الهول يعد بمثابة قنبلة موقوتة، وإذا انفجرت ستشكل خطرًا على السلام والأمن العالمي، والمجتمع الدولي معني بالقيام بمسؤولياته في هذا الجانب.
من جانبه، أكد مدير مؤسسة "كرد بلا حدود" في باريس، كادار بيري، أن وقف الدعم سيكون له تأثيرات سلبية، لكن إلى الآن لم يتم معرفة كيفية تطبيق هذا القرار، هل مخيم الهول مشمول بهذا القرار أو مستثنى منه؟، خاصة وأن الموضوع يعتبر أمنيًا بحتًا، في ظل التركيز الأمريكي والأوروبي عليه، وعلى ضرورة محاربة تنظيم داعش.
وأضاف أن من يتحمل مسؤولية مخيم الهول والمخيمات والسجون الأخرى الآن سواء من الناحية المادية أو اللوجستية بشكل عام، هي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وليس الولايات المتحدة، مبينًا أن هناك مساعدات أمريكية في المجال الأمني تحديدًا وأمور أخرى.
وأشار إلى أن ما تمت ملاحظته في الأيام الأخيرة الماضية، وتحديدًا بعد القرار الأمريكي، أن الدعم الأمريكي لشمال وشرق سوريا مستمر لوجستيًا بشكل كامل، وأصبح مضاعفًا عما كان عليه في السابق، أي قبل تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة.
وختم أن إحدى أهم نقاط محاربة تنظيم داعش هي نوعية المعيشة في تلك المنطقة، حيث يجد الإرهاب مرتعًا له في الأماكن الأكثر فقرًا وجهلًا في كل مكان في العالم، وتحديدًا في سوريا.