logo
العالم العربي

وسط اتساع الحرائق.. دول الجوار تعلن "الاستنفار" لنجدة سوريا

وسط اتساع الحرائق.. دول الجوار تعلن "الاستنفار" لنجدة سوريا
مشهد جوي لبعض لحرائق اللاذقيةالمصدر: أ ف ب
07 يوليو 2025، 11:49 ص

دخل لبنان في مساعي إخماد الحرائق في ريف محافظة اللاذقية غربي سوريا، لينضم إلى الأردن وتركيا اللتين أرسلتا فرق إطفاء ومروحيات للمساهمة في تطويق موجة الحرائق الأضخم في تاريخ البلاد .

يأتي ذلك في ظل استمرار الحرائق لليوم الخامس على التوالي، وتحذيرات من أن آثارها وخسائرها المتوقعة لا تقل عن الخسائر الناجمة عن "زلزال تدميري" أو "بركان منفجر".

وحذّر مدير مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) التابعة لوزارة الطوارئ والكوارث، منير مصطفى، من توسّع الحرائق في غابات الفرنلق، موضحًا أنّ فرق الإطفاء والدفاع المدني تعمل جاهدة على منع تمدد الحرائق في غابات الفرنلق، مؤكدًا أن توسعها في المحمية يشكل تحديًا كبيرًا نظرًا لكثافتها واتساع مساحتها.

أخبار ذات علاقة

حرائق الساحل السوري

التهمت 10 آلاف هكتار.. سوريا على أشدها لمواجهة الحرائق (فيديو)

 تضامن إقليمي

وفي الوقت الذي تواجه فيه فرق الإطفاء السورية صعوبات في مواجهة الحرائق التي تشتد مع اشتداد سرعة الرياح والطقس الجاف ووعورة المكان، انضمت فرق إطفاء تركية وأردنية لدعم الفرق السورية بطائرات إطفاء وسيارات وفرق إطفاء للمساعدة على السيطرة على الحرائق الملتهبة والتي تهدد بمزيد من الخسائر.

وفي صباح يوم الأحد دخلت عشرات سيارات الإطفاء وعربات الدعم مع فرق إطفاء أردنية عبر معبر نصيب الحدودي وتوجهت إلى اللاذقية في رحلة استغرقت خمس ساعات، فيما تحركت طائرات مروحية أردنية للمشاركة في إخماد الحرائق أيضًا.

وتوجّه وزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح بالشكر إلى الجمهورية اللبنانية على مبادرتهم واستجابتهم السريعة لدعم جهود إخماد حرائق الغابات في ريف اللاذقية، من خلال تخصيص طائرتي إطفاء مروحيتين وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية السورية.

كما شكر الوزير السوري أمس، الحكومة التركية على إرسالها 16 فريقًا للمساعدة على إخماد الحرائق، وكذلك الحكومة الأردنية على إرسالها فرق إطفاء وست مروحيات للمساعدة على إخماد الحرائق المستعرة.

ودعا الصالح السوريين إلى دعم جهود الدفاع المدني والإطفاء قائلًا: "نطلب من الجميع مساندتنا"، وحث السكان على الإبلاغ عن أي حريق، في الوقت الذي انضمت فيه مروحيات من الجيش السوري وعناصر من القوات المسلحة للمساعدة على السيطرة على تلك الحرائق.

 روسيا تنأى بنفسها

وفي مقابل مشاركة أفواج وطيران إطفاء من تركيا والأردن ولبنان، في عمليات الاستجابة، لوحظ غياب أي دعم روسي لجهود إخماد الحرائق رغم وجود القاعدتين الروسيتين في الساحل السوري.

وقالت مصادر سورية خاصة لـ "إرم نيوز" إن قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري امتنعت حتى الآن عن تقديم أي مساعدة على إطفاء الحرائق التي تلتهم الغابات والأراضي الزراعية في محافظة اللاذقية، على بعد عشرات الكيلومترات من القاعدة التي تضم عدة أنواع من الطائرات المتخصصة في إطفاء الحرائق.

ووفقًا للمصادر، تمتلك قاعدة حميميم ثلاثة أنواع من طائرات الإطفاء الحديثة والفعالة؛ ولكنها مع ذلك لم تبادر إلى دعم الجهود المحلية في محاصرة الحرائق أو إخمادها.

وأثارت قضية عدم مشاركة روسيا التي تتربع بقواعدها العسكرية في الساحل السوري، غضب السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أنه كان حريًّا بروسيا التي تضع يدها على قاعدتين عسكريتين في الساحل المشاركة قبل أي دولة أخرى،  فيما حمّل البعض الآخر المسؤولية للسلطات السورية التي لم تطلب من الروس المساعدة على إخماد الحرائق، واستعانت بدلًا من ذلك بفرق إطفاء من الأردن وتركيا، على حد قولهم.

أخبار ذات علاقة

حرائق اللاذقية

عائلات تُجلى وأراضٍ تحوّلت إلى رماد.. اللاذقية في قبضة الحرائق (فيديو إرم)

 دعوة إلى دعم دولي عاجل

في هذا السياق، دعت نائب المبعوث الأممي إلى سوريا نجاة رشدي في تغريدة لها على منصة "إكس" دول العالم إلى تقديم العون والمساعدة على مواجهة كارثة الحرائق وقالت: "سوريا تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي لمواجهة كارثة الحرائق المندلعة في الساحل السوري".

بالتوازي أعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى استعداد الأمم المتحدة لحشد الدعم السريع للحكومة السورية والمجتمعات المتضررة من الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية.

وقال المسؤول الأممي بحسب مركز أنباء الأمم المتحدة "إن فرق الأمم المتحدة على الأرض تُجري تقييمات عاجلة لتحديد حجم الكارثة وتحديد الاحتياجات الإنسانية العاجلة" وأضاف "نحن ثابتون في التزامنا بدعم السلطات المحلية وتقديم المساعدة المبدئية في الوقت المناسب لجميع المجتمعات المتضررة، بما يضمن تلبية الاحتياجات العاجلة بسرعة وفاعلية".

وتأتي هذه الحرائق في وقت تعاني فيه البلاد من ضعف لوجستي لمواجهة الحرائق، وتتعرض لأوسع موجة جفاف لم تعرفها منذ عقود.

خسائر سوريا بسبب الحرائق

 قدر خبراء ومهندسون زراعيون مساحة الاراضي المحترقة بنحو 10 آلاف هكتار، وهو ما يعادل بحسب هؤلاء مساحة مدينة دمشق، وضعفي مساحة مدينة اللاذقية. في حين قُدرت الخسائر المادية الناتجة عن الحرائق لغاية مساء أمس بأكثر من 150 مليون دولار، بالحد الأدنى. 

ووفقًا للمهندس الزراعي والخبير في المناطق الحرجية، غسان عليا، لم تقتصر الحرائق على الغابات الطبيعية النادرة، التي تحتوي أنواعًا نادرة من الأشجار والأعشاب العطرية، بل امتدت إلى مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية المزروعة بأشجار الزيتون والحمضيات والفاكهة؛ ما أدى إلى تضرر آلاف العائلات، التي فقدت مصدر رزقها.

أخبار ذات علاقة

من حرائق سابقة في جبال اللاذقية

الحرائق تمتد لجبال البسيط في اللاذقية والمروحيات تشارك بالإطفاء (فيديو)

 ووفقًا لعليا، فقدت سوريا، نتيجة هذه الحرائق نحو 6%من غطائها النباتي، وهو ما سيترك أثره الواضح في ارتفاع درجات الحرارة في كل سوريا، بالإضافة لنضوب وتلوث ينابيع مياه جوفية.

كما رجح المهندس أن تؤدي هذه الحرائق إلى انقراض بعض الحيوانات النادرة التي تتخذ من غابات شمال اللاذقية ملاذًا لها، أو هربها باتجاه الأراضي التركية إن نجت من الحرائق. فيما أشار إلى خسائر كبيرة لمربي النحل وعملية صناعة العسل.

 ووفقًا للخبراء، ومنهم المهندس غسان عليا، سيحتاج تعويض الخسارة على الأقل 150 مليون دولار مع مؤسسات متطورة ومواكبة للوسائل البيئية الحديثة، فيما قد تستغرق عملية تعويض الغطاء النباتي في حال توفر الدعم لنحو 70 عامًا على الأقل، نظرًا لأن المناطق المحترقة تضم إحدى أندر وأكثر الأشجار المعمرة في سوريا.

ويخلص "عليا" إلى أن حرائق ريف اللاذقية تهديد وطني لا تقل مخاطره عن زلزال تدميري أو انفجار بركان وسط مدينة مكتظة، فيما أشار إلى أن الساحل السوري خاصة، وسوريا عمومًا، ستدفع ثمنًا باهظًا لهذا الحريق حاليًّا ولاحقًا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC