منذ أيام.. تحترق الأحراج في الساحل السوري بحرائق وصفها السكان بـ "غير المسبوقة"، لا في حجمها ولا في عنفها، وتكاد فرق الإطفاء تفقد السيطرة عليها بفعل الرياح الشرقية الجافة التي تزيد انتشار النيران.
في منطقة قسطل معاف، الواقعة شمالي محافظة اللاذقية خرجت الحرائق عن نطاق السيطرة، وامتدت بسرعة صوب قرى مأهولة بالسكان؛ إذ اضطر عناصر الدفاع المدني إلى إخلاء عشرات العائلات..
عبد الكافي كيال، مدير مديرية الكوارث والطوارئ في اللاذقية، أكد في تصريح لوكالة سانا أن عمليات الإخلاء جارية، وأن الأولوية القصوى هي لحماية الأرواح، لكن النار، كما يقول، "أسرع من إمكانياتنا" وأضاف: "نعمل بكل طاقاتنا، لكن طبيعة التضاريس والظروف الجوية تعيق تقدمنا".
الأضرار لم تقتصر على الأشجار الحرجية وحدها؛ فقد سجل الدفاع المدني خسائر كبيرة في الحقول الزراعية خصوصًا في بساتين الزيتون والتين والتفاح التي تعد مصدر رزق رئيسًا لأهالي المنطقة.
ومع اتساع رقعة الحريق، أطلقت فرق الدفاع المدني تحذيرات عاجلة لسكان مناطق أبعد، محذرةً من انبعاثات الدخان الكثيف التي قد تصل إلى القسم الشمالي من جبال الساحل ومدينة حماة وريفها وجنوب إدلب.
