logo
العالم العربي

وسط جمود كبير.. لماذا تتعقد مهمة المبعوثين الأمميين في ليبيا؟

وسط جمود كبير.. لماذا تتعقد مهمة المبعوثين الأمميين في ليبيا؟
حنا تيتيه المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبياالمصدر: أ ف ب
11 أبريل 2025، 2:47 م

تواجه ليبيا حالة جمود سياسي منذ سنوات، ورغم دفع المبعوثة الأممية الجديدة إلى البلاد، الدبلوماسية الغانية حنا تيتيه، بمبادرة تستهدف كسر هذه الحالة إلا أن هذه المبادرة لا تزال تراوح مكانها.

ومنذ انهيار الانتخابات العامة التي كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول 2021، تسعى البعثة الأممية إلى تحقيق اختراق في مسار الأزمة السياسية التي تشهدها ليبيا.

نفس النمطية والمقدمات

وكانت تيتيه قد شكلت لجنة استشارية بهدف تقديم مقترحات حول حل القضايا العالقة لإجراء الانتخابات التي يطالب بها الليبيون.

وقال الدبلوماسي الليبي السابق عثمان البدري، إن "تقييم المبعوثين الأمميين والسلسلة الطويلة منهم في ليبيا تسير بنفس النمطية وبنفس الأسلوب والطريقة، فلا أتصور أن تصل تيتيه إلى نتائج مختلفة طالما هي تسير بنفس المقدمات".

وأضاف البدري، لـ"إرم نيوز"، قائلا: "كأن لسان حال البعثة ومن ورائها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والأطراف الدولية يقول بأن هذه الأزمة يجب أن تسير بهذه الكيفية، إذ لا توجد إرادة حقيقية لمحاولة إنهاء الأزمة الليبية ونحن نعرف أن المجتمع الدولي قادر على أن يتفق وهذا ينعكس بطبيعة الحال أن تسير الأزمة في اتجاه الحل".

وبين أن "ما يؤكد وجود انقسام في المجتمع هو أسلوب التعامل الدولي أو البعثة الأممية مع الأزمة السياسية في ليبيا، وهذه النمطية التي تجعل المبعوثين الأمميين في ليبيا يفشلون؛ إذ لا توجد إرادة حقيقية لدى المجتمع الدولي ومجلس الأمن لحل المشكلة الليبية".

وأشار إلى أن "تيتيه هي أيضا تسير بنفس النمطية وتلتقي بنفس الأطراف وكأن هذه الأطراف لديها جديد، في الوقت الذي ليس لديها أي جديد والدليل أن كل المبعوثين السابقين التقوا بهؤلاء ولم يكن لديهم أي جديد".

وأشار إلى أن "هذه الأطراف عاجزة عن تقديم الحل؛ لأنها دخلت في صراع فيما بينها وتحاول اللعب على تناقضات الأطراف في المجتمع الدولي، وكل طرف محلي ارتمى في حضن طرف أجنبي؛ لذلك لا أتصور أن هذه الأطراف قادرة مع البعثة العاجزة عن إيجاد حل لليبيا". 

حكم مسبق

وتعقد تيتيه لقاءات منفصلة مع الفرقاء لاستكشاف مواقفهم من الحلول الممكنة للأزمة التي تعرفها ليبيا، لكن لم يتم الإعلان بعد عن أي توافقات.

ومع ذلك، يرى الكاتب والناشط السياسي الليبي، سليمان البيوضي، ضرورة "انتظار نتائج مسار اللجنة الاستشارية، للبعثة ومسار الحوار السياسي الليبي"، معتبرا أن التقييم الآن هو حكم مسبق على عمل المبعوثة الجديدة ونائبتها السيدة ستيفاني خوري".

وقال البيوضي، لـ"إرم نيوز"، إن "العائلات الحاكمة المستفيدة من اتفاقهما في استخدام موارد الليبيين من دون شك ستعرقل أي جهد للحل، حيث إن بقية القوى السياسية تريد حلًّا لكنها معطلة وخارج المعادلة، وللأسف فإن أي تغيير في ليبيا مرتبط عمليا بالقوى الدولية والإقليمية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC