قال مصدر سوري خاص يعمل في شبكة "الآغا خان" في فرنسا، إن المؤسسة اتخذت، مؤخراً، إجراءات أمنية احترازية بعد تلقيها رسالة إنذار، وذلك لمدة يومين فقط، حرصاً على سلامة الموظفين العاملين فيها.
ونفى المصدر، لـ"إرم نيوز"، أن تكون مؤسسة "الآغا خان" قد أوقفت أعمالها في سوريا، على خلفية التهديدات التي طالت المكتب الرئيس للمؤسسة في دمشق.
كانت مصادر إعلامية سورية كشفت معلومات تفيد بتلقي مكتب شبكة "الآغا خان" للتنمية في منطقة الروضة في دمشق، بياناً تهديدياً يحمل عبارات طائفية ومذهبية ضد الطائفة الإسماعيلية، تتهمها بـ"الارتداد" و"البغي".
وذكرت المصادر، أنه على خلفية التهديد، قرّر المكتب الرئيس للشبكة في جنيف تعليق أعمال المكتب بدمشق مؤقتاً، واتخاذ إجراءات حماية خشية تحوّل التهديد إلى عمل إرهابي فعلي.
وأضافت المصادر أن الحكومة المؤقتة في دمشق قلّلت من مستوى الخطر، ونفت عبر صحيفة "الوطن" إغلاق المكتب، بينما أكدت مصادر متقاطعة أن التعليق قائم فعلاً، خاصة في ضوء سوابق مشابهة شهدتها العاصمة، أبرزها هجوم كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة الذي نفّذته جهات متطرفة.
المصدر الخاص في مؤسسة الآغا خان نفى ما تم تداوله، حول وجود قرار بإغلاق المؤسسة في سوريا، على خلفية "التهديدات، والضغوط، ومحاولات الابتزاز".
وأكد أن المؤسسة مستمرة في العمل، واضطرت لتعليق الدوام في المكتب الرئيسي ليومين لا أكثر، حفاظاً على سلامة الموظفين، حيث عمل الموظفون من منازلهم، واليوم عادوا للعمل من مكاتبهم في دمشق.
وعقب سقوط نظام الأسد، تمتعت الطائفة الإسماعيلية في سوريا بعلاقات مستقرة مع السلطة الجديدة في دمشق، إذ لم تحصل أي مواجهات أو انتهاكات جماعية بحق أبناء الطائفة، خلافاً للوضع المتوتر الذي يشوب العلاقة بين دمشق وباقي الطوائف والمكونات السورية، كالدروز والعلويين والكرد. وقد تم دمج الإسماعيليين في مناطق القدموس وسلمية ومصياف بشكل كبير في الهياكل الأمنية والإدارية المحلية.
وفي خطوة تعكس مكانتهم في ظل الوضع الجديد، تعهد الزعيم الروحي للإسماعيليين، رحيم آغا خان، في 17 مارس/ آذار، بتقديم 100 مليون دولار لإعادة إعمار سوريا خلال العامين المقبلين، ما يعكس المكانة التي تحظى بها الطائفة الإسماعيلية داخل السلطة الجديدة .
ويُقدَّر عدد الإسماعيليين في سوريا بنحو 300 ألف نسمة، يشكّلون نحو 1% من السكان. يتوزعون في مدن، مثل: سلمية، ومصياف، والقدموس، ونهر الخوابي، إضافة إلى دمشق، ومدن سورية أخرى.
وتُظهر مدينة سلمية نموذجاً فريداً في سوريا؛ مدينة مختلطة عُرفت كمدينة للثقافة والفكر، حيث يتركز فيها بشكل أساس الإسماعيليون، وأيضاً العلويون، وبشكل أقل السُّنة، والشراكسة، والعشائر البدوية، وتتفاعل فيها الانتماءات بشكل سلس دون أي مشكلات حقيقية.