وصل وفد روسي رفيع برئاسة نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك إلى دمشق، وتوجه فور وصوله من مطار دمشق إلى القصر الجمهوري للقاء ماهر الشرع، شقيق الرئيس السوري، وأمين عام رئاسة الجمهورية، والذي يعتبر بمثابة نائب للرئيس السوري.
مصدر خاص في دمشق، قال لـ "إرم نيوز" إن زيارة الوفد الروسي تكتسب أهمية استثنائية، على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وهي استكمال للزيارة التي أجراها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى موسكو، برفقة ماهر الشرع، عراب العلاقات بين دمشق وموسكو.
المصدر المقرب من الحكومة السورية، قال إن سوريا وروسيا أدركتا حاجتهما لبعضهما البعض، في ظل الضغوط والابتزاز الذي يمارسه الغرب على سوريا، والضغوط على موسكو ومحاولات إخراجها من سوريا.
وذكر المصدر أن تصاعد وتيرة الشروط الدولية على دمشق بعد المجازر في الساحل والسويداء، دفعها للبحث عن قوة أخرى توازن القوة الغربية، وروسيا قوة لا يستهان بها سياسيا وعسكريا واقتصاديا. ويشير إلى أن دمشق لم ترَ أي دعم غربي حقيقي، وبعد 9 أشهر لم تدخل شركة أوروبية أو أمريكية واحدة للعمل أو الاستثمار في سوريا. كما أن الأمريكيين يربطون رفع عقوبات قيصر بإنهاء الوجود الروسي من سوريا.
وفقا للمصدر، يمكن لروسيا أن تعوض هذا التردد الغربي، وبالتالي دعم سوريا اقتصاديا في وقت تحتاج فيه البلاد لأي دعم اقتصادي ممكن، وهناك ثلاثة قطاعات رئيسية واستراتيجية يمكن للروس أن يساعدوا فيها وهي النفط والغاز والقمح، بالإضافة إلى طباعة العملة السورية، وهو ما بدأ بالفعل بشكل محدود، مرجحا أن يتم الاتفاق على التفاصيل في هذه الزيارة، وتنظيم الدعم الروسي للفترة القادمة.
ويلفت المصدر إلى أن سوريا اختارت شركة روسية لطباعة عملتها الجديدة، ذلك أن تكلفة الطباعة في روسيا تبلغ 1 سنت فيما يتراوح سعر طباعة الورقة النقدية في أوروبا بين 7 و12 سنتا.
ويرى المصدر أن موسكو ودمشق تهيئان اليوم أرضية متينة للعلاقات المستقبلية، مرجحا أن تقطف موسكو ثمن مواقفها الجديدة تجاه دمشق موافقةً سورية على بقاء القواعد الروسية في الساحل السوري، وأن يجري ذلك ضمن تفاهمات جديدة. حسب قول المصدر.