الدفاع الروسية: إسقاط 69 مسيّرة أوكرانية ليل السبت الأحد
توقع خبراء ومحللون سياسيون بأن يكون الهدف الأساس من اجتماع تستضيفه العاصمة الأردنية عمّان غداً الثلاثاء بشأن سوريا مواجهة دعوات الانفصال أو التقسيم اللامركزي الذي تطالب به عدة مكونات سورية.
وكانت وزارة الخارجية الأردنية أعلنت أمس الأحد، أن عمان ستستضيف، اجتماعاً ثلاثياً، أردنيا - سوريا - أمريكيا، لدعم عملية إعادة بناء سوريا وتثبيت وقف إطلاق النار في السويداء.
ويحضر الاجتماع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره السوري أسعد الشيباني، وسفير واشنطن في تركيا المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا توماس بارك.
ويُعقد الاجتماع في ظل انتهاكات مستمرة لقرار وقف إطلاق النار في السويداء، حيث تشهد بلدات في الجنوب السوري هجمات متكررة على الرغم من عودة جزئية لسكانها خلال الأسابيع الماضية ما يعكس استمرار التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
ويقول المحلل السياسي د. بدر الماضي إن واحدة من الملفات التي يمكن طرحها بجدية في الاجتماع مسألة إقامة لامركزية إدارية للسويداء، أي بمعنى حلول في منتصف الطريق وسط ارتفاع السقوف من قبل الحكومة السورية والمكون الدرزي في الآونة الأخيرة.
ويرى الماضي في حديث لـ"إرم نيوز" أن أهمية اجتماع عمّان تأتي لمجابهة المحاولات العديدة لجر سوريا إلى التقسيم وديمومة عدم الاستقرار، والذي يخدم أجندات إقليمية على رأسها إسرائيل، وإيران المتضررة والخاسرة من التغير الذي حصل في دمشق.
ويردف أن الأردن مهتم بأمن واستقرار سوريا وهناك تنسيق مشترك كبير بين البلدين، ويحظى بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تثبيت دعائم الدولة السورية.
من جهته، يستبعد المحلل الاستراتيجي د. عامر السبايلة أن يكون للاجتماع تأثيرات إيجابية على الأرض، قائلاً: "رغم أهمية الاجتماع في كونه يبحث بتثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، ورغم أهميته للأردن وضرورة أن يكون مطلعاً على كافة التفاصيل، إلا أن حدوث أثر كبير أمر مستبعد".
ويعلل السبايلة في حديث لـ "إرم نيوز" هذا الرأي بالقول إن المكون الأهم في المعادلة ممثلاً بالدروز غائب عن الاجتماع، حيث إن بيان الخارجية الأردنية لم يشر بوضوح إلى وجود ممثل عنهم، وبالتالي هذا يطرح سؤالا كيف نصل إلى صيغة توافقية في ظل غياب الدروز بوصفهم جزءا من الصراع.
من جهته، يقول المحلل السياسي المختص بالشأن السوري حسن جابر إن أهمية الاجتماع تأتي من حيث التوقيت بوصفه الاجتماع الثاني خلال شهر، وأفضى إلى إعلان عمّان بوقف إطلاق النار في السويداء.
ويضيف جابر لـ"إرم نيوز" أن الأهمية الأخرى للاجتماع في كونه يوفر قناة أردنية كطرف ثالث وازن لتسوية الأوضاع في جواره السوري، من أجل تقريب وجهات النظر بين الحكومة السورية والمكونات السورية من جهة، ومن جهة أخرى بين حكومة دمشق والأطراف الدولية الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ويتابع أن الاجتماع يوفر فرصة لتبادل وجهات النظر، والتصورات الدولية حيال الوضع في سوريا، والنصائح التي يُمكن أن تُقدم للحكومة السورية في ظل التعقيدات المتزايدة، حيث برز مؤخراً منتدى الحسكة للأطراف الرافضة للامركزية في سوريا.
ويشير إلى أن منتدى الحسكة مؤخراً جمع قوات سوريا الديمقراطية وشارك فيه الشيخ حكمت الهجري عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد، بالإضافة إلى مشاركة مشايخ الطائفة العلوية وجميعهم يرفضون الحكم المركزي في سوريا الجديدة.
واعتبر أن "الأمر يشكل انقلاباً على التفاهمات مع الحكومة السورية، وعليه يأتي اجتماع عمّان للتأكيد صراحة على وحدة وسلامة الأراضي السورية ورفض أي مخططات للتقسيم".
وكان مجلس الأمن الدولي أدان أعمال العنف ضد المدنيين في السويداء، معربا عن "قلقه البالغ" إزاء تصاعد حدة تهديدات المقاتلين الأجانب في سوريا.
ويأتي اجتماع الأردن استكمالاً للمباحثات التي كانت استضافتها عمّان في 19 يوليو الماضي، لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء في جنوب سوريا وحل الأزمة هناك.
ووفق بيان الخارجية الأردنية فإن الاجتماع غداً يهدف لدعم عملية إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها، وتلبي طموحات شعبها وتحفظ حقوق كل السوريين.