logo
العالم العربي

هجوم على "عين الأسد".. هل دخلت ميليشيات العراق حرب إيران وإسرائيل؟

هجوم على "عين الأسد".. هل دخلت ميليشيات العراق حرب إيران وإسرائيل؟
قاعدة عين الأسدالمصدر: (أ ف ب)
15 يونيو 2025، 5:48 م

رأى مختصون أن الهجوم على قاعدة عين الأسد غرب العراق، ربما يكون البوّابة لانخراط القواعد الأمريكية والميليشيات المسلحة عملياً على خط المواجهة بين إسرائيل وإيران، في ظل مؤشرات على اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصادر عسكرية أمريكية، أن قاعدة عين الأسد تعرضت إلى هجوم بثلاث طائرات مسيّرة، صباح الأحد، حيث تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاطها، دون تسجيل إصابات بشرية.

ويعد هذا الهجوم، ضد القاعدة الأمريكية الأول منذ بدء الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، ما ينذر بدخول الميليشيات المسلحة العراقية، في هذا الصراع.

أخبار ذات علاقة

 قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق

تحسبا لعمليات محتملة.. الجيش الأمريكي يعزز قواته بقاعدتي "عين الأسد" و"القيارة"

 بدورها، قالت مصادر أمنية عراقية إن "واشنطن رفعت حالة التأهب في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، وقاعدة بلد الجوية شمال بغداد إلى أعلى مستوى"، مشيرةً إلى أن "القوات الأمريكية كثفت دورياتها الجوية، وراجعت خطط الإخلاء تحسباً لأي طارئ".

وأوضح مصدر أمني، طلب حجب اسمه لـ"إرم نيوز"، أن "الإجراءات تشمل أيضاً تقييد حركة الجنود خارج القواعد، ورفع مستوى التنسيق مع القوات العراقية وقوات البيشمركة في كردستان"، مؤكداً أن "وحدات دفاع جوي إضافية قد تنشر خلال الساعات المقبلة، مع إعادة توزيع وحدات الاستجابة السريعة داخل القواعد وحولها تحسباً لهجمات مباغتة".

وكانت إيران قد هدّدت، الأسبوع الماضي، باستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط إذا اندلع نزاع عسكري.  

 "لا قيمة لتهديدات الثوري الإيراني"

من جهته، قال الخبير في الشأن العسكري علاء النشوع إن "القواعد العسكرية الأمريكية في العراق والمنطقة قائمة بموجب اتفاقات رسمية مع حكومات الدول المضيفة، ولا قيمة قانونية أو عسكرية للتهديدات التي يطلقها الحرس الثوري الإيراني".

وأضاف النشوع لـ"إرم نيوز" أن "هذه القواعد تمتلك قدرات أمنية وعسكرية عالية، تجعل من الصعب تهديدها حتى من قبل بعض القوى الكبرى، فضلاً عن أن أي هجوم عليها سيواجه برد متضامن من القواعد الأمريكية الأخرى المنتشرة في المنطقة".

وأكد أن "التهديدات الإيرانية باتت فاقدة للفاعلية في ميزان الردع، والدليل أن طهران لم تستطع مواجهة إسرائيل، رغم أن قدراتها العسكرية أقل بكثير من قوة الردع الأمريكية، التي يمكنها، حتى بالردع التقليدي، تحييد إيران بالكامل إذا لزم الأمر".

وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 2500 جندي في العراق، إضافة إلى نحو 900 آخرين في سوريا، ضمن التحالف الدولي الذي أُسس، العام 2014، لمحاربة تنظيم "داعش". وتُعد قاعدة عين الأسد في الأنبار من أكبر المواقع الأمريكية، وأكثرها تحصيناً غرب العراق.

منظومة ردع

وتُعد هذه القواعد جزءاً من منظومة الردع الإقليمي، إذ تؤمن لواشنطن خطوط دفاع متقدمة ضد أي تهديدات محتملة من إيران وحلفائها، وتوفر غطاءً استخبارياً ولوجستياً لمراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، مع ربطها بالقواعد الأمريكية المنتشرة في سوريا والخليج العربي.

وكانت كتائب "سيد الشهداء"، وهي إحدى أبرز الميليشيات العراقية الموالية لإيران، هدّدت، في بيان سابق، باللجوء إلى "عمليات استشهادية" معتبرة أن أي عدوان إسرائيلي أو أمريكي سيُقابل بـ"رد لا يمكن توقعه" قد يشمل ضرب مصالح وقواعد أمريكية في المنطقة.

من جهته، قال الباحث في الشأن الأمني والإستراتيجي، عماد علو، إن "القواعد الأمريكية في العراق والمنطقة بحالة تأهب واستعداد قتالي كامل، وقد شاركت، مؤخراً، في عمليات الدفاع عن إسرائيل من خلال إسقاط مسيّرات وصواريخ أُطلقت من إيران باتجاه الأجواء السورية".

وأضاف علو لـ"إرم نيوز" أن "هذه القواعد تشكل، حالياً، خط دفاع إضافياً أمام الهجمات الإيرانية، ويجري دعمها بتعزيزات عسكرية وبحرية، سواء داخل العراق أو في قواعد أمريكية أخرى في قبرص وأوروبا، فضلاً عن تحرك قطع بحرية إلى البحر الأحمر والخليج العربي".

وبيّن أن "هذه المواقع تلعب أيضاً دوراً مهما في جمع المعلومات الاستخبارية ورصد التحركات الإيرانية عبر الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة، ما يضمن للولايات المتحدة مراقبة دقيقة للتطورات الميدانية في المنطقة".

ولغاية الآن، نجحت الحكومة العراقية في كبح تحركات الميليشيات المسلحة، ومنعها من تنفيذ تهديداتها، وسط مساعٍ دبلوماسية مكثفة لإبعاد العراق عن دائرة التصعيد، وحماية مصالحه الداخلية.

أخبار ذات علاقة

فصائل عراقية

على وقع التصعيد.. الميليشيات العراقية تتأهب وتهدد بانتحاريين

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC