انتقد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، إحاطة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه، أمام مجلس الأمن التي قدمتها الثلاثاء، معتبرًا أنها "تجاوزت حدود مهامها المقررة" وتدخلت في شؤون المؤسسات السيادية الليبية.
وقال حماد في بيان إن الإحاطة "تضمنت مغالطات خطيرة وتدخلات سافرة"، مشددًا على أن حكومته "تتمسك بحقها في اتخاذ إجراءات سياسية ودبلوماسية وقانونية لحماية سيادة ليبيا ومؤسساتها الدستورية".
وأضاف: "البعثة الأممية تدخلت بشكل مباشر وغير مبرر في شؤون المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، محاولة فرض آليات لتشكيل مجلسها وفق رؤيتها الخاصة، دون احترام للقوانين الليبية أو سيادة مؤسسات الدولة".
ورأى حماد أن "ادعاء تيتيه بأنها أجرت لقاءات مع كافة الأطراف الليبية باطل"، مؤكدًا أنه "لم يجر أي تواصل بينها وبين الحكومة الليبية"، ما يكشف عن "نهج انتقائي ومغرض".
وتابع: "نصبت البعثة نفسها وصيًا على التشريعات الدستورية، وتلويحها باتباع نهج بديل ومطالبة مجلس الأمن بتجاوز المؤسسات المنتخبة يمثل تهديدًا مرفوضًا ومساسًا خطيرًا بالإرادة الوطنية".
كما اتهم حماد البعثة بـ"التدخل في شؤون المصرف المركزي ومسائل مالية ورقابية لا صلة لها بها"، واعتبر حديثها عن الترتيبات الأمنية والتعيينات السيادية "تعديًا غير مسبوق"، ووصف تقييمها لعمل السلطة القضائية بالازدواج بأنه "تسييس مرفوض لأداء بعثة يفترض أن تكون محايدة".
وأشار إلى أن حكومته "رحبت سابقًا بخريطة الطريق"، لكنها ترى الآن أن "الممارسات الأخيرة تمثل انحرافًا خطيرًا عن التفويض وانتهاكًا للسيادة الوطنية"، مؤكدًا أن "الاستمرار في هذا النهج يقوض الثقة بين ليبيا والمنظمة الأممية".
وأبدى حماد دعم حكومته للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في دعوته إلى إعادة هيكلة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا سواء على مستوى تغيير العاملين بها أو بإعادة التوازن الأماكن وجودها، بما يسمح بالتوسع المحدد الأهداف في بنغازي وسبها.