logo
العالم العربي

"بيئة هشة ومتقلبة".. ما آثار الانسحاب الأمريكي المرتقب من سوريا؟

"بيئة هشة ومتقلبة".. ما آثار الانسحاب الأمريكي المرتقب من سوريا؟
قوات أمريكية في شمال شرق سورياالمصدر: (أ ف ب)
19 أبريل 2025، 8:34 م

يرى خبراء في الشؤون العسكرية والأمنية، أن قرار الولايات المتحدة بخفض قواتها في شمال شرق سوريا قد يُمهّد الطريق أمام عودة محتملة لتنظيم "داعش"، في وقت لا تزال فيه البيئة الأمنية في المنطقة هشّة ومتقلبة.

وأعلنت الولايات المتحدة تقليص وجودها العسكري في سوريا إلى أقل من 1000 جندي خلال الأشهر المقبلة، مبرّرة ذلك بما وصفته بـ"نجاحها في إضعاف قدرات تنظيم داعش"، رغم استمرار وجود خلايا نائمة للتنظيم في عدة مناطق، لاسيما في الشمال الشرقي، حيث الهشاشة الأمنية لا تزال ماثلة بوضوح.

أخبار ذات علاقة

القوات الأمريكية في مناطق قسد

خطوة مفاجئة.. كواليس القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا

قدرة القوات المحلية

وأشار الخبراء إلى أن الانسحاب الأمريكي، الذي أُعلن بعد أشهر قليلة من تولّي الرئيس دونالد ترامب السلطة، المعروف بمواقفه المناهضة للتدخلات العسكرية الخارجية، ودعوته إلى العودة إلى سياسة الانعزال، قد يُضعف قدرة القوات المحلية، وعلى رأسها القوات الكردية، على مواجهة ما تبقى من خلايا التنظيم، ويترك فراغاً يمكن لقوى إقليمية وأخرى متطرفة استغلاله لصالحها.

وفي ظل غياب إستراتيجية بديلة واضحة، يعتبر مراقبون أن التحول في الموقف الأمريكي يعيد رسم التوازنات في منطقة لم تعرف الاستقرار منذ أكثر من عقد، وقد يهيّئ لعودة داعش إلى المشهد الأمني، وإن كان ذلك بأشكال مختلفة.

فجوة إستراتيجية

لكن، كيف سيؤثر هذا الانسحاب على جهود مكافحة الإرهاب، خاصة في ظل تهديد متجدد من داعش؟

تقول الباحثة الفرنسية مارلين هوبير، المتخصصة في شؤون الأمن والدفاع في معهد مونتين، لـ"إرم نيوز"، إن الانسحاب الأمريكي "يفتح فجوة إستراتيجية ستسارع مجموعات إرهابية كداعش إلى استغلالها".

وأضافت: "رغم خبرة القوات الكردية، إلا أنها تفتقر إلى القدرات الاستخباراتية واللوجستية التي توفرها واشنطن، والانسحاب الأمريكي سيضعف القدرة على تنفيذ عمليات استباقية ضد الخلايا الإرهابية".

وفي هذا السياق، قال الخبير في الشؤون العسكرية السورية، الجنرال المتقاعد فرانسوا لوبيز، لـ"إرم نيوز"، إن "الوجود الأمريكي لم يكن فقط عنصر دعم عسكري، بل مظلة ردع جيوسياسية".

وأوضح أن "تقليص القوات الأمريكية قد يعيد رسم خريطة التوازنات في شمال سوريا، ويفتح المجال أمام تركيا وروسيا وإيران لتعزيز نفوذها على حساب الاستقرار".

خيبة أمل كردية

وأشار الباحث في العلاقات الدولية، غيوم برونو، من مركز الدراسات الإستراتيجية الأوروبية (CESE)، إلى أن الانسحاب الأمريكي أعاد إلى الواجهة مخاوف الأكراد من "التخلّي المتكرر عنهم".

وأوضح أن "الأكراد لعبوا دوراً حاسماً في هزيمة داعش، لكن تقليص الدعم الأمريكي سيقوّض ثقتهم بالحلفاء الغربيين، وقد يدفعهم إلى فتح قنوات تفاهم جديدة مع النظام السوري أو حتى مع روسيا، لضمان البقاء".

أخبار ذات علاقة

قوات أمريكية في القامشلي بسوريا

هل يعيد الانسحاب الأمريكي المحتمل رسم خريطة النفوذ في سوريا؟

مستقبل داعش

ورغم إعلان النصر على داعش العام 2019، إلا أن التنظيم لا يزال قادراً على التحرك من خلال مجموعات صغيرة ونسخ محلية، ما يثير القلق من عودته بصيغ أكثر تطوراً.

وبحسب الخبير الأمني الفرنسي جوناثان بيرنار، الباحث في معهد الدراسات الأمنية في باريس (IRSEM)، فإن "الانسحاب الأمريكي قد يمنح التنظيم بيئة حيوية لإعادة التموضع، مستغلًا الانقسامات والهشاشة الأمنية، كما فعل في العام 2014".

وأضاف بيرنار، لـ"إرم نيوز"، أن "ما يخشاه المحللون هو ظهور نسخة جديدة من التنظيم، "داعش 2"، أقل مركزية، وأكثر تكيفاً مع الواقع، لكنها أكثر خطورة".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC