كشفت مصادر يمنية مطّلعة، عن مقتل وإصابة عدد من قيادات الحوثيين البارزة، إلى جانب رئيس حكومة الميليشيا، في الغارات العنيفة التي شنّتها إسرائيل، أمس الخميس، بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إن نائب وزير الداخلية، في حكومة الحوثيين، عبدالمجيد المرتضى، لقي مصرعه إلى جوار رئيس الحكومة غير المعترف بها دولياً، أحمد الرهوي، في الضربة التي استهدفت منزل أحد القيادات الحوثية بحيّ حدة، جنوب غربي صنعاء.
وأشارت المصادر إلى إصابة وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار في حكومة الحوثيين، معين المحاقري، بالإضافة إلى عدد من نواب الوزراء ووكلاء الوزارات، بإصابات خفيفة ومتوسطة.
ورجّحت المصادر، إصابة نائب رئيس الحكومة لشؤون الدفاع والأمن، الفريق الركن جلال الرويشان، إلى جانب مقتل قيادات أخرى من الصف الثاني، يأتي في مقدمتهم مرافق رئيس "المجلس السياسي الأعلى"، عبدالسلام شرف المنبهي، ومدير مكتب رئيس "هيئة الأركان العامة" لدى قوات الحوثيين، صخر الشرجبي.
وأكدت المصادر، أن ميليشيا الحوثي ما زالت تفرض طوقاً أمنياً مشدداً حول المربع السكني الذي يقع فيه المنزل المستهدف في حيّ حدّة بصنعاء، وتمنع وصول المواطنين إليه.
وذكرت أن معظم القيادات التي كانت متواجدة في المنزل أثناء الهجوم الإسرائيلي، نُقلت عقب الغارة إلى مستشفى "القدس" والمستشفى العسكري بصنعاء، وسط حراسة مشددة.
وعلى الرغم من مرور أكثر من 24 ساعة على الهجوم، لا تزال ميليشيا الحوثي تتحفّظ عن إعلان الخسائر الحقيقية في صفّها القيادي، معلنة في بيان سابق يوم أمس، "عدم صحة الأنباء التي تتحدث عن استهداف قيادات بصنعاء"، مؤكدة فشل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة كسابقاتها، واستهداف الأعيان المدنية".
وقال الباحث في شؤون الحوثيين العسكرية، عدنان الجبرني، إن الاستهداف الإسرائيلي الأخير سيؤدي إلى "إرباك قسم كامل في الجماعة الحوثية، وهم القسم الإداري، الذي كان يتحرك بأريحية إلى حد ما تحت أعين الطائرات الإسرائيلية".
وأشار في تدوينة عبر منصة "إكس"، أن ذلك "سيفقدهم الأمان ويجعل كل أقسام الجماعة في حالة تخفٍّ وقلق، والاضطرار لاتخاذ إجراءات مشابهة لبقية أقسام الجماعة الأخرى".
وتوقع الجبرني، أن تتعقد "الاستهدافات السهلة في المرحلة المقبلة، ويحمي الحوثيين من الخسائر الجماعية، بقدر ما يمنح فرصة لفهم تكتيك الجماعة الأمني، ويوفر فرص اختراق".
وأضاف أن التزام هذا القسم الإداري بالتعليمات "فيه صعوبة، نتيجة عدم نشأة كثير من عناصره على هذه الإجراءات أو الاعتياد عليها، في حين أن دوائرهم المقرّبة والعائلية ليست مغلقة أو محصنة، وبالتالي لا ضمانة لعدم تسرّب المعلومات والأنماط".