logo
العالم العربي

مع سقوط الأسد.. هل تحرر العراق من القيود الإيرانية؟

مع سقوط الأسد.. هل تحرر العراق من القيود الإيرانية؟
عناصر من الأمن العراقيالمصدر: (أ ف ب)
20 ديسمبر 2024، 5:08 م

مع انحسار النفوذ الإيراني في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يبدو أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بات "محررًا" من القيود الإيرانية نوعًا ما، ليجري سريعًا زيارات خاطفة نحو دول عربية عديدة، بحسب خبراء.

أخبار ذات علاقة

العلم السوري في سفارة دمشق ببغداد

من الحذر إلى التعاون.. العراق "يغازل" سوريا بعد الأسد

ويرى سياسيون ومراقبون أن تراجع نفوذ "المحور الإيراني" فرصة سانحة للحكومة العراقية للعودة نحو "المحيط العربي" خصوصًا دول الخليج التي تربطه بها علاقات تاريخية واجتماعية.

وشهدت العلاقات العراقية-العربية منعطفات عدة على مدى 35 عامًا بعد غزو نظام الرئيس السابق صدام حسين للكويت، مرورًا بحرب الخليج الثالثة عام 2003 وصولًا إلى تنامي النفوذ الإيراني في البلاد.

متغيرات جديدة

ويقول عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية الأسبق، الدكتور خالد عبد الإله، إن "المحيط الإقليمي يشهد متغيرات جديدة، خصوصًا مع التغير الحاصل في سوريا، وهذا سينعكس على العراق، خصوصًا فيما يخص العلاقات الخارجية".

وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "القوة الدولية والعربية لديها رغبة في انفتاح العراق على محيطه العربي والعكس، وهذا إما سيجر العراق إلى محور مغاير لما هو عليه طوال عشرين عامًا، وإما يجعله على الأقل نقطة توازن إقليمية في المنطقة".

ومن خلال حراك الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، هناك مؤشرات إيجابية نحو تقارب أكبر بين العراق والدول العربية، "لكن الأمر يتطلب وقتًا وجهودًا دبلوماسية مستمرة لتعزيز هذا المسار"، بحسب عبد الإله.

وتعتمد عودة العراق إلى "الحضن العربي" على عدة عوامل داخلية وإقليمية، بما في ذلك توازن القوى السياسية داخل العراق، ومستوى النفوذ الإيراني، والجهود المبذولة من الدول العربية لتعزيز علاقاتها مع بغداد.

ويعبر العراقيون، سواء على المستوى الشعبي أو الفعاليات السياسية في أوقات كثيرة، عن رغبتهم في سيادة وطنية بعيدة عن الهيمنة الخارجية، سواء كانت من إيران أو أي جهة أخرى، وهذا قد يدفع نحو تقوية العلاقات مع العالم العربي.

وأجرى رئيس الحكومة العراقية جولات مكوكية شملت الأردن والسعودية، ومن المقرر أن يجري زيارات عديدة ستشمل جولة في الخليج العربي فضلاً عن مصر.

ومن السعودية، دعا السوداني، بحسب بيان حكومي، إلى الاتفاق على التنسيق المشترك العربي بشأن تداعيات الأحداث في سوريا، مؤكدًا "استعداد العراق للتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في المنطقة من أجل إرساء الأمن والاستقرار وإبعاد المنطقة عن خطر الصراعات والحروب".

انفتاح على العراق

ويقول عضو البرلمان العراقي، عبد الكريم العبطان، لـ"إرم نيوز"، إن "العلاقات مع الدول العربية بدأت بالتعافي شيئًا فشيئًا، وتتطور مع مرور الوقت، خصوصًا أن العراق بدأ يلمس انفتاح العرب على العراق لمساعدته في تجاوز أزماته وتعزيز استقراراه الداخلي".

وأضاف أن "العراق، وعلى مدى 18 عامًا، كانت علاقته ذات اتجاه واحد، وهي باتجاه الجارة إيران، إلا أنه طوال تلك المدة تمكنت طهران من الحصول على المكاسب الاقتصادية وتعزيز نفوذها في المجال السياسي الداخلي، ولذا كانت النتائج سلبية بالنسبة إلى العراق".

أخبار ذات علاقة

مقتدى الصدر ومحمد شياع السوداني

للحد من نفوذ طهران.. هل يعود الصدر للمشهد ويتحالف مع السوداني؟

ودعا العبطان إلى "استغلال التغيرات الجديدة في الشرق الأوسط وتغيير بوصلته نحو الحاضنة العربية، الذي سيؤدي إلى نتائج إيجابية ليس على العراق فقط بل على المحيط العربي عمومًا".

وبدأت الدول العربية، خاصة الخليجية، تظهر اهتمامًا متزايدًا بالعراق عبر استثمارات اقتصادية وزيارات رسمية، وإذا استمرت هذه الجهود، فقد يتم تعزيز الروابط بشكل أكبر.

الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله الجومر، يرى أن "العراق يشكل عمقًا عربيًا لا يمكن التخلي عنه مهما كانت ظروف المنطقة، خصوصًا أنه كان يشكل حارسًا للبوابة الشرقية للوطن العربي، ويمثل استقرار العراق وازدهاره مصلحة استراتيجية كامنة للعرب".

وأشار في حديثه، لـ"إرم نيوز"، إلى أن "عملية سحب العراق نحو محيطه العربي ليست بالمهمة السهلة، فرغم انحسار نفوذ إيران في الأشهر القليلة الماضية، فإنها ما زالت تملك علاقات قوية مع فصائل سياسية ومسلحة في العراق، وأي تحول كبير يحتاج إلى إرادة عراقية مستقلة، وإعادة التوازن في العلاقات الخارجية تخدم مصالح الشعب العراقي أولًا".

وخسرت إيران منذ 7 أكتوبر عام 2023 حتى اليوم غالبية وكلائها في المنطقة، مع انحسار نفوذها مع انهيار النظام السوري، والضربات التي تلقاها حزب الله في لبنان، ومساعي الحكومة العراقية اليوم لتحجيم الفصائل الموالية لإيران وتعزيز استقلالية القرار العراقي.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC