ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنه في الأسابيع الأخيرة، ومنذ وقف إطلاق النار مع ميليشيا حزب الله، والانهيار اللاحق لنظام الأسد في سوريا، أصبح الحوثيون واحداً من الأذرع القليلة لإيران التي لم تتأثر بشكل كبير حتى الآن، بل زادوا من هجماتهم ضد إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن هجوم الأربعاء، يمثل الثالث من نوعه الذي يشنه الجيش الإسرائيلي ضد ميليشيا الحوثي، بعد شهرين ونصف الشهر من الهجوم السابق، وتزعم إسرائيل أنها تعرضت لأضرار استراتيجية كبيرة، لكن الهجمات لم تتوقف .
وقال الجيش الإسرائيلي الخميس، إن الهدف من الهجمات الجديدة هو شل الموانئ البحرية التي يسيطر عليها الحوثيون، عبر قصف 8 قاطرات بحرية.
من جانب آخر، أكد مسؤولون في ميناء الحديدة المركزي أن لديهم سفناً إضافية قادرة على سحب السفن.
وأشارت الصحيفة، إلى أن آلاف المنازل شهدن انقطاعاً للكهرباء في المرة الأولى التي تعرضت فيها محطة كهرباء في صنعاء للهجوم.
الأضرار الاقتصادية
ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري رون بن يشاي، أن العملية الهجومية لن تردع الحوثيين ولن تضر بقدرتهم ونواياهم في مواصلة إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد إسرائيل.
وأضاف أن الحوثيين سيواصلون إلحاق الضرر بالشحن التجاري والعسكري في البحر الأحمر والأضرار الاقتصادية الهائلة التي لحقت بنقل الطاقة لأكثر من عام.
وبيّن بن يشاي أن "الحوثيين عازمون على إثبات أنهم، على عكس حزب الله وحركة حماس والإيرانيين، ظلوا واقفين على أقدامهم ويواصلون القتال لمساعدة غزة، التي تتعرض لهجوم إسرائيلي".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة حاولت ردع الحوثيين خلال العام الماضي، لكن إدارة الرئيس السابق جو بايدن تجنبت الهجمات ضد أهداف استراتيجية كما فعلت إسرائيل حتى الآن.
حرب إقليمية
وأكد بن يشاي أن الولايات المتحدة عبرت عن إحباطها من ذلك، في حين أن بريطانيا شنت العديد من الهجمات، لكنها كانت محدودة نسبياً، وكان الهدف منها ضرب الصواريخ والطائرات بدون طيار التي كانت على وشك الإطلاق.
وأشار إلى أن "واشنطن كانت تخشى من تصعيد كبير قد يشعل حرباً إقليمية، وكان الهجوم الذي نفذه الأمريكيون مؤخراً في صنعاء ضد المقر الفارغ للحوثيين.
وقال بن يشاي إن هجمات القوات الجوية واسعة النطاق أحدثت حالة من الذعر في صنعاء، حيث استهدفت محطات الكهرباء لأول مرة، ما أدى لانقطاع الكهرباء عن آلاف الأسر.
ويزعم الحوثيون، أنهم أطلقوا طوال الحرب 1147 صاروخاً باليستياً أو صواريخ كروز أو طائرات بدون طيار، واستهدف العديد منها السفن التجارية وألحقت أضراراً بالطريق التجاري المهم للاقتصاد العالمي في البحر الأحمر.
كما أدت الهجمات على السفن إلى إغلاق ميناء إيلات فعلياً، مع انخفاض كبير في عدد السفن التي تصل إليه وحتى إبعاد بعض العمال.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، أطلق الحوثيون أكثر من 200 صاروخ و170 طائرة بدون طيار منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، معظمها تم اعتراضها أو لم تخترق الأراضي الإسرائيلية.
