إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة

logo
العالم العربي

من الحذر إلى التعاون.. العراق "يغازل" سوريا بعد الأسد

من الحذر إلى التعاون.. العراق "يغازل" سوريا بعد الأسد
العلم السوري في سفارة دمشق ببغدادالمصدر: رويترز
20 ديسمبر 2024، 3:27 م

عصام العبيدي

بدأت الحكومة العراقية تدريجيًّا في الانفتاح على الوضع في سوريا، بعد فترة من العلاقات المتوترة التي شابتها تصريحات متضاربة وحالة من القلق، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وقبل سقوط النظام، كان الخطاب العراقي يتسم بالحذر تجاه تقدم المعارضة المسلحة في سوريا، حيث كانت هناك مخاوف من تأثير ذلك على أمن العراق واستقراره، ولا سيما في ظل وجود فصائل مسلحة عراقية تشارك في الصراع السوري. 

ولكن بعد سقوط الأسد، أكدت الحكومة العراقية على "ضرورة احترام الإرادة الحرة" للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا، فيما تغير خطاب القوى السياسية المعارضة بسرعة نحو دعم الحرية والعدالة.

العراق بعد 2003

وشهدت العلاقات العراقية السورية توترا بعد سقوط صدام حسين عام 2003، ودخول العراق في مرحلة من العنف، حيث اتهمت بغداد دمشق بدعم المجموعات المسلحة التي استهدفت المدنيين والقوات الأمنية.

لكن مع حلول عام 2010، بدأت العلاقات بين البلدين تتحسن تدريجيًّا، مع تزايد النفوذ السياسي للفصائل الشيعية المسلحة في العراق، التي تربطها علاقات وثيقة بإيران، إذ إن هذه الفصائل لعبت دورًا مهمًّا في تعزيز العلاقات مع النظام السوري.

خطوة مهمة

يعد استئناف عمل السفارة العراقية في دمشق يُعتبر خطوة هامة تعكس رغبة بغداد في بناء علاقات جديدة مع دمشق، وتحقيق الاستقرار والتعاون على الرغم من التحديات السياسية والأمنية التي تواجه البلدين. 

أخبار ذات علاقة

مقاتلون في داعش

العراق: "داعش" استولى على أسلحة من مخازن الجيش السوري و"يعيد تنظيم صفوفه"

وأعلن رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، في 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري عن فتح السفارة العراقية في دمشق، بعد مغادرة طاقمها إلى لبنان إثر سقوط النظام.

ويرى مراقبون في هذه الخطوة إشارة إلى تقارب بغداد مع دمشق في مرحلة ما بعد الأسد، بهدف دعم وحدة سوريا وضمان أمن الحدود المشتركة بين البلدين.
 
وقال دبلوماسي عراقي في وزارة الخارجية طلب عدم الشف عن اسمه، إن "استئناف عمل السفارة في دمشق يتماشى مع التوجه الدولي والعربي لدعم سوريا، ولكنه لا يعني بالضرورة الانفتاح الكامل على جبهة تحرير الشام، بل ينسجم مع المسار العربي الداعم لخروج سوريا من أزمتها".

أخبار ذات علاقة

سفارة بغداد في دمشق

بعثة العراق الدبلوماسية تستأنف عملها في دمشق

وأضاف الدبلوماسي، لـ"إرم نيوز"، أن "هناك تواصلًا مع الحكومة الانتقالية السورية لبحث سبل تقديم المساعدة في قضايا الحدود، التجارة، ومنع عمليات التهريب"، مشيرًا إلى أن "الحكومة العراقية الجديدة تسعى لمنع تسرب أي مسلحين إلى العراق، وقد قدمنا تطمينات، وتلقينا في المقابل تطمينات بشأن أمن العراق الداخلي".

تعليقا على ذلك، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي، علي ناصر، إن "التطورات الأخيرة في سوريا، وانتقال السلطة إلى حكومة انتقالية، ساهمت في تهدئة الأزمة الداخلية وفتح آفاق جديدة للعلاقات الإقليمية والدولية".

وأضاف ناصر، لـ"إرم نيوز"، أن "الانفتاح العراقي على سوريا سيساهم في تعزيز العلاقات الثنائية، خصوصًا في الجوانب الاقتصادية والتجارية، حيث يعد العراق محورًا مهمًّا في المنطقة، وجغرافيًّا شريانًا رئيسيًّا لمرور البضائع والتبادل التجاري".

وتابع أن "الاستقرار السياسي النسبي الذي تشهده سوريا حاليًّا سينعكس بشكل إيجابي على العلاقات مع العراق، مما يوفر فرصة لإقامة شراكات قوية قائمة على المصالح المشتركة، بعيدًا عن التعقيدات التي شابت العلاقات خلال فترة حكم بشار الأسد".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC