logo
العالم العربي

وفد أمريكي في دمشق.. واشنطن ترسم معالم "تحول جديد" مع الجولاني

وفد أمريكي في دمشق.. واشنطن ترسم معالم "تحول جديد" مع الجولاني
وفد أمريكي في العاصمة السورية دمشقالمصدر: (أ ف ب)
20 ديسمبر 2024، 2:35 م

في خطوة تحمل أبعادًا إستراتيجية، أرسلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وفدًا دبلوماسيًا رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى القادة الجدد في البلاد. 

وتأتي هذه الزيارة لتعكس التزام الإدارة الأمريكية بالتحول الديمقراطي في سوريا، الذي بدأ عقب سقوط النظام السوري السابق، والتأكيد على دعم الانتقال السلس للسلطة بعد عقود من الحكم الشمولي والأحادي.

وهذه الخطوة جاءت وسط نقاش داخلي حاد بين إدارات بايدن وترامب حول أنجع السبل للتعامل مع التحولات السريعة في سوريا والمنطقة.

أخبار ذات علاقة

من موقع لقاء الوفد الأمريكي بالجولاني في دمشق

ماذا دار بين الجولاني والوفد الأمريكي في دمشق؟

 ويؤكد فريق بايدن أن الأوضاع الراهنة تتطلب انخراطًا أمريكيًا عاجلًا لضمان دور ريادي لواشنطن في رسم مستقبل سوريا الجديدة، مشيرًا إلى أن غياب الولايات المتحدة قد يترك الساحة مفتوحة أمام قوى أخرى.

تحديات قانونية ودبلوماسية

على الرغم من إدراج شخصيات بارزة مثل أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، على قوائم الإرهاب، تمكنت واشنطن من تجاوز هذه العقبة عبر وسطاء إقليميين ومن خلال اتصالات غير رسمية. 

وبدأت هذه الاتصالات بمناقشة قضايا إنسانية، أبرزها مصير أمريكيين مفقودين في سوريا، وهي قضية أصبحت دولية بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن استفساره عن مصير أحد الصحفيين الأمريكيين المفقودين خلال لقاء مرتقب مع رئيس النظام السابق اللاجئ في موسكو.

وجاءت هذه الخطوة بعد تقييمات إيجابية من الحلفاء الأوروبيين والإقليميين الذين التقوا مسؤولي دمشق الجدد.

وبحسب مسؤولين في إدارة بايدن، فإن هذه التقييمات شجعت واشنطن على الانتقال إلى مستوى جديد من التواصل المباشر مع القيادة السورية المؤقتة.

وتناولت زيارة الوفد الأمريكي نقاطًا جوهرية، أبرزها، السعي للحصول على معلومات حول الأمريكيين الذين فقدوا في سوريا، وهي قضية ذات بعد إنساني وسياسي، واستكشاف نوايا القادة الجدد وخططهم المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بمشاركة جميع مكونات المجتمع السوري واحترام حقوق الأقليات والنساء.

كما تهدف إلى بحث مستقبل العلاقة بين دمشق وواشنطن، إضافة إلى تقييم مدى استعداد القادة الجدد للتعاون مع دول الجوار.

 

التحفظات والآمال

يقر مسؤولو بايدن، أن هذه الخطوة تمثل مغامرة غير مضمونة النتائج، في ظل مخاوف من قلة خبرة الفصائل الجديدة في إدارة الملفات السياسية والأمنية، حسبما قالوا لـ"إرم نيوز".

ومع ذلك، يرى فريق بايدن ضرورة التحرك الآن لضمان دور أمريكي في تشكيل ملامح المرحلة المقبلة، خصوصًا مع اعتماد الإدارة على إستراتيجية لإضعاف النفوذ الإيراني وتفكيك التحالفات الإقليمية المرتبطة بطهران والنظام السوري السابق.

النقاش حول قوائم الإرهاب

رغم إدراج الجولاني وفصائل أخرى على قوائم الإرهاب، لا تستبعد الإدارة مراجعة هذه المسألة مستقبلًا في حال تأكدها من التزام هذه الفصائل بممارسات إيجابية تخدم المرحلة الانتقالية.

ومع ذلك، تبقى هذه الخطوة مرهونة بتقييم شامل من وزارات العدل والخارجية والخزانة والبنتاغون.

 

رؤية إدارة ترامب

من جهة أخرى، يرى فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن الأفضل هو التريث وترك الملف للإدارة القادمة؛ ما يمنح وقتًا كافيًا لمراقبة التحولات وضمان اتخاذ قرارات مستندة إلى وقائع واضحة على الأرض.

تدرك الإدارة الأمريكية أهمية التنسيق مع تركيا، الحليف في الناتو، والمعنية مباشرةً بالتحولات السورية لاعتبارات أمنية وإنسانية. وتسعى أنقرة لضمان عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى ديارهم ضمن ظروف آمنة ومستقرة، وهو هدف يتقاطع مع رؤية واشنطن للمرحلة المقبلة.

أخبار ذات علاقة

مقر السفارة الفرنسية في دمشق

فرنسا تحتضن مؤتمراً حول سوريا بحثاً عن دور جديد بالمنطقة

وتشكل الزيارة الأمريكية إلى دمشق خطوة فارقة في صياغة الموقف الأمريكي تجاه سوريا الجديدة، مع تركيز على معالجة الملفات الإنسانية، وتعزيز الانتقال الديمقراطي، وضمان مشاركة واشنطن في رسم مستقبل البلاد. 

ومع استمرار النقاشات داخل واشنطن، يبقى حضور الولايات المتحدة في المشهد السوري ضرورة إستراتيجية وسط تحولات كبرى تشهدها المنطقة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC