قالت مصادر سورية خاصة في واشنطن إن الرئيس السوري أحمد الشرع طلب دعما لوجستيا من الولايات المتحدة لمساعدته في الحرب على الجماعات المتشددة في سوريا، بمن فيها الفصائل "المنفلتة" التي رفضت الانضمام للجيش السوري وأيضا تنظيم "داعش" الإرهابي.
ووفقا للمصادر السورية المقربة من دوائر صنع القرار في واشنطن، التي تحدث إليها "إرم نيوز"، فإن الشرع سعى خلال الأسابيع الماضية، عبر العديد من الشخصيات السورية المؤثرة وأعضاء في الكونغرس الأمريكي، وأيضا عبر المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، إلى فتح قنوات اتصال مع الاستخبارات الأمريكية، طالبا مساندتها في الحرب ضد التنظيمات المتطرفة.
مطالب بالتسليح.. وعروض
المصادر قالت إن الشرع أبلغ الأمريكيين بأن إدارته تسعى بكل ما تملك لإعادة الاستقرار إلى سوريا، لكنها تحتاج لتحقيق ذلك إلى مساندة ودعم أمريكي، خاصة فيما يتعلق بتسليح القوات السورية الجديدة.
وكشف المصدر أن الشرع أبلغ الأمريكيين أيضا بأنه يعتزم دمج المقاتلين الإيغور (التركستان) في صفوف الجيش السوري، وتأهيلهم وتجهيزهم وفق العقيدة الجديدة للجيش السوري.
وأكد الرئيس السوري في هذا السياق أن وجود هؤلاء المقاتلين سيكون في الخطوط الأمامية خلال العمليات ضد "داعش".
كما كشفت المصادر عن عرض قدمه الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، للسلطات الأمريكية، فحواه أن المقاتلين الأجانب من الإيغور وغيرهم يمكن أن يكونوا رأس حربة في أي جهد عسكري أمريكي ضد أذرع إيران في المنطقة إذا طلب البنتاغون ذلك.
وبحسب المصادر نفسها، فقد وعد الشرع بتسليم كل المعلومات التفصيلية المتعلقة يالمقاتلين الأجانب (من غير الإيغور) للاستخبارات الأمريكية، بما فيها هوياتهم وبصماتهم وصورهم، بهدف مراقبتهم ومتابعة تحركاتهم.
المصادر قالت أيضا إن الشرع طلب وساطة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، لإقناع الإسرائيليين بضرب الفصائل المسلحة التي تتخذ من ريف درعا وريف دمشق مقرا لها، والتي رفضت الانضمام إلى الجيش السوري والانصياع لأوامر وزارة الدفاع، بشرط التوقف عن ضرب القوات النظامية التابعة للحكومة السورية، مشيرا إلى أن الإسرائيليين يدرسون الطلب وينظرون إلى المقترح "بإيجابية".
تطور العلاقات السورية الأمريكية
وتطورت العلاقات السورية-الأمريكية كثيرا منذ اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض بوساطة الأمير محمد بن سلمان.
وقررت إدارة ترامب عقب ذلك رفع العقوبات عن سوريا، ولاحقا رفع اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فقد وقع الرئيس الأمريكي، في 4 حزيران، أمرا تنفيذيا يمنع به دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، من بينها عدد من الدول العربية والإسلامية، واستثنى القرار سوريا من القائمة بعد إدراج سابق في 2017.
وفي آخر التطورات "الدراماتيكية" في العلاقات بين البلدين، أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك أن الإدارة الأمريكية وافقت على طلب الشرع دمج المقاتلين الإيغور في صفوف الجيش السوري، شرط أن يتم هذا الدمج "بشفافية" وفقا للمبعوث باراك.