logo
العالم العربي

صفقات وحسابات معقدة.. ما مصير الوجود العسكري الروسي في سوريا؟

صفقات وحسابات معقدة.. ما مصير الوجود العسكري الروسي في سوريا؟
برج مياه في قاعدة حميميم الجويةالمصدر: رويترز
15 ديسمبر 2024، 9:53 م

استبعد خبراء استراتيجيون، احتمال انتهاء الوجود الروسي في سوريا، لعدة اعتبارات، أبرزها عدم قبول موسكو بذلك، وما يربطها مع أنقرة، التي تعد لاعبًا أساسيًا، حاليًا، في سوريا، من تفاهمات ومصالح في مناطق أخرى، وأيضًا احتياج سوريا "الجديدة" إلى علاقات متوازنة مع جميع الدول.

وأشار هؤلاء الخبراء المتخصصون في الشأن الروسي، لـ"إرم نيوز"، إلى أن روسيا تجري مفاوضات مباشرة مع جبهة تحرير الشام، حول مصير القاعدتين المطلتين على البحر المتوسط "طرطوس" البحرية و"حميميم" الجوية.

ولفتوا إلى أن خط الاتصال مفتوح في الأساس بين الروس والهيئة، قبل سقوط نظام "الأسد"، عندما أرادت موسكو تأمين وصول قوات منتشرة لها في سوريا إلى القاعدتين، وهو ما تم بالتنسيق وضمانات عبر مفاوضات سرية أجراها قائد "تحرير الشام" ، أحمد الشرع، الشهير بـ"الجولاني".

وكشف تقرير نقلته وكالة "بلومبيرغ"، مؤخراً، عن وجود تفاهم غير رسمي مع هيئة تحرير الشام، المصنفة إرهابية من قبل واشنطن، تمهيداً لصفقة محتملة بين روسيا وسوريا، للاتفاق مع القيادة الجديدة في سوريا للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين حيويتين في البلاد.

أخبار ذات علاقة

قاعدتا طرطوس وحميميم الروسيتان

مصيرهما غامض.. ماذا تعرف عن قاعدتي طرطوس وحميميم الروسيتين؟

ونقلت "بلومبيرغ"، عن مصادر مطلعة في موسكو وأوروبا، أن المحادثات مع القيادة السورية الجديدة تتعلق ببقاء القوات الروسية في ميناء طرطوس البحري وقاعدة حميميم الجوية، محذرة من أن الوضع قد يتغير في ظل عدم الاستقرار في سوريا.

"خط اتصال مفتوح"

ويقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون الفرنسية، الخبير في الشؤون الأمنية والإاستراتيجية، الدكتور عبد الرحمن مكاوي إن روسيا تعمل على إعادة التموقع نحو القاعدتين "طرطوس" و"حميميم" لأسباب إستراتيجية، وذلك من خلال تفاهمات مع السلطات الجديدة في دمشق تدور بعضها حول إيجار القاعدتين.

وأوضح مكاوي لـ"إرم نيوز"، أن ذلك الأمر قد يأخذ اعتبارات أخرى من جانب الولايات المتحدة وتركيا، ومدى دورهما في هذا الصدد، حيال استنساخ ما كان موجوداً، بحضور روسي عبر القاعدتين، لافتاً إلى أن موسكو تجري مفاوضات مباشرة مع جبهة تحرير الشام، حول مصير القاعدتين المطلتين على البحر المتوسط والتي تتواجد فيها قوات روسية مهمة ومنصات صواريخ، إضافة إلى طائرات مقاتلة متطورة.

وأشار مكاوي إلى أن خط الاتصال مفتوح بين موسكو و"تحرير الشام"، وذلك منذ انسحاب القوات السورية من مواقعها بدون قتال وتسليم أسلحتها لاسيما في حلب ومن بعد ذلك حماة وحمص، حيث جاءت الأوامر لعناصر روسية برية وكذلك كتائب تابعة لـ"فاغنر"، تتموقع في الرقة والحسكة وقرب دمشق بالانسحاب بانتظام نحو قاعدتي "طرطوس" أو "حميميم"؛ وذلك عقب مفاوضات سرية أجراها أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني" مع الروس بضمان انسحاب القوات الروسية إلى القاعدتين الموجودتين في مياه البحر المتوسط.

وأضاف مكاوي، أن الروس يحتفظون بقوات بحرية مهمة في مياة طرطوس، سواء غواصات أو فرقاطات تمكنهم من مواجهة الأسطول السادس الأمريكي الموجودة بجانبه حاملة الطائرات "ايزنهاور" وحاملة طائرات أخرى، موجودة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.

موسكو وأنقرة

ويرى الباحث ومدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، أن الوجود الروسي لن ينتهي في سوريا، وسيكون هناك تفاهمات مع الحكومة الجديدة وأيضا مع الطرف التركي الذي يلعب دوراً مهماً وحساساً الآن في سوريا، بعد أن استثمرت أنقرة في الملف السوري خلال السنوات الماضية، عبر عدة أوجه، أبرزها دعم الفصائل المسلحة في شمال سوريا بإدلب، مما منحها الإمكانيات التي ظهرت عليها مؤخراً، وفق تعبيره.

ويعتقد بريجع في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن التفاهم حول وجود روسيا في سوريا من جانب موسكو، سيكون أكثر مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا، وسط محددات تتعلق بمستقبل سوريا في الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن سوريا الآن في مرحلة جديدة بمعنى أن هناك سياسات تتطلب علاقات دبلوماسية واتفاقيات، لافتًا إلى أن "الحكومة المؤقتة، لن تستطيع وضع السياسات الخارجية الجديدة لدمشق، ولذلك فإن الأمر سيتضح بعد فترة الـ 100 يوم، وستظهر السياسة السورية تجاه روسيا وقواعدها العسكرية هناك" وفق تقديره.

أخبار ذات علاقة

قوات روسية في سوريا

مصادر: روسيا تسحب قواتها و"ضباطًا كبارًا" من الجيش السوري

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC