الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم العربي

لقاء دمشق و"قسد" يرسم ملامح التوازن بين التسوية والتهديد العسكري

لقاء سابق بين أحمد الشرع ومظلوم عبديالمصدر: سانا

كشفت مصادر تركية مطلعة أن اللقاء الأخير بين القيادة السورية وممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) جاء في ظل تصعيد ميداني متسارع، وتلويح تركي بالخيار العسكري في حال فشل مساعي التسوية السياسية، ما جعل الاجتماع يحظى بأهمية خاصة على المستويين الإقليمي والدولي.

وأوضحت المصادر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن التحركات الأمريكية، بقيادة المبعوث توماس باراك، نجحت في كبح التوتر، ودفع الطرفين نحو وقف شامل لإطلاق النار، تمهيدًا للعودة إلى طاولة المفاوضات، وتنفيذ اتفاقية الاندماج قبل نهاية العام الجاري، في وقت تُبدي فيه أنقرة استعدادًا مشروطًا لدعم الحل السياسي إذا أثبتت "قسد" جدية في مسار الاندماج.

أخبار ذات علاقة

آثار الاشتباكات في حلب

بحضور مبعوثين أمريكيين.. لقاء بين الشرع ومظلوم عبدي غداة مواجهات حلب

احتواء التصعيد

وقالت المصادر إن هذا اللقاء يكتسب أهمية كبيرة، خصوصًا في ظل التصعيد الكبير بين "قسد" ودمشق، حيث من الواضح أن جهود المبعوث الأمريكي باراك نجحت في احتواء هذا التصعيد، ودفع الطرفين نحو الوقف الشامل لإطلاق النار.

وأضافت أن هذا الاتفاق يعني عمليًا التمهيد للعودة إلى المسار التفاوضي، والعودة هذه المرة تعني التفاوض من أجل تنفيذ اتفاقية الاندماج خلال المهلة المتبقية لها حتى نهاية العام الجاري، وليس التفاوض من أجل التفاوض لشراء الوقت، ومحاولة القفز على اتفاقية الدمج من خلال فرض تصورات خاصة، كما فعلت "قسد" في السابق.

وأشارت المصادر إلى أن ما جرى أعطى مؤشّرًا إيجابيًا، ويشير إلى أن فرص التسوية السياسية لا تزال ممكنة، لكن هذا الأمر يتوقف على نوايا "قسد" في المفاوضات، مؤكدة أن الموفد الأمريكي أرسل، أمس، رسائل واضحة إلى الجنرال مظلوم عبدي، بأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد إنجاز الاتفاقية خلال المهلة المتوقعة.

وأكدت المصادر أن باراك حذّر عبدي من أن احتمال التحرك العسكري التركي-السوري ضد "قسد" سيكون خيارًا لا مفر منه، إذا ما فشلت مساعي التسوية، وأن الولايات المتحدة لديها مصالح مع تركيا وسوريا، ولن تضحي بمصالحها، مشيرة إلى أن التسوية خيار مربح للجميع، بما في ذلك "قسد"، وهي أقل تكلفة على الجميع.

وذكرت المصادر أن تركيا تدعم مساعي التسوية السياسية، وترى فيها الحل الأفضل لمعالجة ملف "قسد"، مؤكدة أن الرسائل التي أرسلتها أنقرة، مؤخرًا، تشير إلى رغبتها في منح فرصة لهذا المسار التفاوضي، لكن إذا فشلت العملية، فهناك خيار عسكري لا مفر منه بالنسبة لتركيا.

واختتمت المصادر حديثها بالإشارة إلى وجود مؤشرات إيجابية حول فرص التسوية السياسية، وربما يحدث في الفترة المقبلة تقدم حول هذه المسألة.

تجدد التصعيد

مصادر سورية مطلعة بدورها أشارت إلى أن عبدي طلب مجددًا مسألة الإدارة الذاتية لشرق الفرات، ما يعني أن هذا الاجتماع ليس أكثر من عملية احتواء، وجل ما نتج عنه وقف إطلاق النار في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب.

وأضافت المصادر لـ"إرم نيوز" أن احتمال التصعيد لا يزال قائمًا، وقد يتجدد في أي لحظة، وسط معلومات عن إمكانية القيام بعملية عسكرية قد تكون محدودة، لكنها قد تتوسع تبعًا لضرورات المرحلة.

واختتمت المصادر حديثها مشددة على أن الاحتواء أمر جيد، والتهدئة كذلك، لكن التلويح بعمل عسكري قد يقوض كل الجهود السابقة، ما لم يقتنع الطرفان أن الحرب ستكون مكلفة، ولن تحقق من أمرها شيئًا سوى زيادة معاناة السوريين.

يذكر أن الرئيس السوري أحمد الشرع، التقى قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، بحضور مبعوثين أمريكيين، غداة اشتباكات ليلية شهدتها مدينة حلب.

أخبار ذات علاقة

قوات أمنية في حلب

الدفاع السورية: ملتزمون باتفاق 10 آذار ولا نية لعمليات عسكرية في حلب

اجتماعات أمريكية-سورية

وتأتي هذه الخطوة عقب اجتماع عُقد أمس الإثنين، للمسؤولين الأمريكيين في شمال شرقي سوريا، شارك فيه مظلوم عبدي، إلهام أحمد، روهلات عفرين، نائب الرئاسة المشتركة في مجلس سوريا الديمقراطية، غسان اليوسف، ورئيس حزب سوريا المستقبل عبد حامد المهباش.

ونشر حساب الرئيس السوري أحمد الشرع أنه استقبل في العاصمة دمشق المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، وقائد القيادة المركزية الأمريكية، الأدميرال براد كوبر، وذلك بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة.

ولم ينشر البيان تفاصيل حول استقبال وفد الإدارة الذاتية، إلا أن مصادر إعلامية قالت إن الاجتماع ركَّز على كيفية تطبيق بنود اتفاقية "العاشر من آذار"، والمواجهات الأخيرة في حلب، بينما تحدثت مصادر أخرى عن "اللامركزية" ودمج المؤسسات، مع بقاء ملف الشرطة الداخلية قيد النقاش.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC