logo
العالم العربي

توماس باراك يثير جدلاً بتصريحاته عن "الفيدرالية" في سوريا

توماس باراك يثير جدلاً بتصريحاته عن "الفيدرالية" في سوريا
الرئيس السوري أحمد الشرع والمبعوث الأمريكي توم باراكالمصدر: (سانا)
10 يوليو 2025، 1:43 م

أثارت تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، التي أدلى بها عقب المباحثات بين "قسد" والسلطات السورية، موجة من الجدل، حيث رأى نشطاء سوريون فيها "تدخلاً" بالشأن السوري أشبه بـ"الوصاية".

وقال باراك، بعد لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع، وعقب اجتماعات لوفدي "قسد" ودمشق، إن "الفيدرالية لا تعمل في سوريا"، في إشارة إلى "قسد" التي تطالب باللامركزية نظاماً للحكم في سوريا.

وسبق لباراك أن أدلى بالعديد من التصريحات المثيرة للجدل، التي وجد فيها الكثير من السوريين "تدخلاً" في الشؤون الداخلية لبلد آخر، وأثارت تصريحاته غضباً بين الناشطين والحقوقيين، وبين جزء كبير من السوريين. 

إملاءات خارجية

الحقوقي والناشط السياسي السوري، زيد العظم، علَّق على تصريحات باراك بالقول: "احترنا مع السيد توم باراك، مبعوث الرئيس الأمريكي إلى سوريا، تارةً يعلن نهاية عصر سايكس-بيكو والتدخلات الدولية، وتارة أخرى يقرر أن اللامركزية السياسية غير مجدية في سوريا!".

وخاطب العظم في منشور على "فيسبوك" باراك، قائلاً: "مهلاً سيادة المبعوث.. من قال إنها غير مجدية؟ هل استُفتيَ الشعب السوري على شكل دولته المقبلة؟ . اللامركزية ليست اختراعاً نخبوياً، بل مطلب شريحة واسعة من السوريين الذين سئموا من مركزية القرار، والسلطة على طريقة البعث والأسد".

أخبار ذات علاقة

الشرع وعبدي أثناء توقيع اتفاق آذار

انتهت إلى "لا شيء".. ما تفاصيل المفاوضات بين "قسد" ودمشق؟

وأضاف: "إذا كان المكوّن السلفي الكريم يرى أن المركزية مناسبة فهذا لايعني أن كل المكونات السورية تريد ذلك. ربما باقي السوريين في دمشق، وحلب، والقامشلي، والسويداء.. يريدون محافظاً من مدينتهم، يشبههم، يتحدث لهجتهم، ويفهم خصوصيتهم، ويرتدي كما يرتدون".

وأنهى العظم منشوره بالقول: "لا معنى لقول مجدٍ أو غير مجدٍ قبل أن يُستفتى السوريون أنفسهم. أما على المستوى السياسي فأعتقد أن باريس وقوى دولية أخرى قد دخلت على الخط لملء الفراغ الأمريكي في سوريا".

الناشط الكردي دلشاد لحد اعتبر من جهته أن تصريحات توماس باراك "مسيّسة"، مشيراً إلى أن باراك لم يحمل أي مقترحٍ للحل أمس، بل جاء بوثيقة إملاءات صيغت بروح تركية خالصة، ولكن بلغة أمريكية ناعمة.

وهي وفق قوله "مطالب تعيد إنتاج مقولات الدولة القومية: اسكت ليُعترف بك، تنازل لتندمج، وكن جزءًا من الحل… شرط أن تُلغي ذاتك" على حد تعبيره.

محاولة احتواء

ومن جانبه، يرى رئيس حركة البناء الوطني، السياسي السوري أنس جودة، أن الإطار الأساسي لحديث توماس باراك، أمس، هو إطار محاولة احتواء الواقع السوري وتثبيته تمهيداً للانفجارات اللاحقة.

ويشير جودة إلى أن الأولوية الأساسية بالنسبة للأمريكيين اليوم، هي تثبيت استقرار ما مع السلطة، وهذا بغض النظر عن العلاقة العميقة بين الولايات المتحدة و"قسد"، لأن الأمور بالنسبة للأمريكيين أكبر بكثير من علاقات مستقرة سابقاً، فالتحدي، اليوم، هو تثبيت الاستقرار السوري، لأن المطلوب هو فتح جبهات ثانية.

ويلفت الكاتب والسياسي السوري إلى نقطة "أساسية" أخرى، تتمثل في فشل أو عدم نجاح مغامرات ترامب الأوكرانية والصينية، ولذلك فهو بحاجة لتحقيق نجاحات ما سواء في غزة أو في سوريا.

ويرى جودة أن النجاح في سوريا مطلوب بالنسبة "لاستعراضات ترامب"، وهذا ما يدفع الولايات المتحدة للضغط بطريقة كبيرة لتثبيت أي حل سوري، على حد تعبيره.

أخبار ذات علاقة

الشرع

اختبار الفرصة الأخيرة بين "قسد" وحكومة الشرع في دمشق (فيديو إرم)

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC