أكد محللون أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تكثف جهودها من أجل التخلص من الملفات العالقة قبل تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئاسة، وعلى رأسها ملف حرب غزة، عادِّين ذلك تمهيدًا لـ"مرحلة جديدة" في المنطقة.
وتتزايد ضغوط الإدارة الأمريكية من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس وتبادل الأسرى والرهائن خلال الفترة الراهنة.
وتمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على طرفي القتال في غزة من أجل التوصل لصفقة لتبادل أسرى وإنهاء القتال، ولو بشكل مرحلي، وهدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الشرق الأوسط بـ"الجحيم" في حال تولي منصبه قبل التوصل للصفقة.
الخبير في الشأن الدولي، رأفت بدوية، قال إن هناك "ثلاث دلالات رئيسة للإصرار الأمريكي على إتمام صفقة بين حماس وإسرائيل"، لافتًا إلى أن الضغط الأمريكي سيتواصل على الجانبين من أجل التوصل لاتفاق مرحلي.
وأوضح بدوية، لـ"إرم نيوز"، أن "أولى هذه الدلالات هي رغبة إدارة الرئيس جو بايدن في إنهاء الملفات العالقة كافة قبل الخروج من البيت الأبيض، ما يمنحه نهاية مشرفة لولايته التي لم يحقق فيها أي إنجاز على المستوى الدولي".
وأشار إلى أن "بايدن بحاجة إلى التوصل لاتفاق مشابه لما جرى بين حزب الله وإسرائيل لتسجيله في صحيفة إنجازاته الرئاسية".
وذكر أن الأمر الثاني يتمثل في المخاوف الأمريكية من فوضى إقليمية ودولية بسبب مخططات الأحزاب اليمينية في حكومة بنيامين نتنياهو.
وأوضح أن "مخططات شركاء نتنياهو اليمينيين تعيق الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة بصرف النظر عن طبيعة الإدارة التي تحكم البيت الأبيض، خاصة ما يتعلق بالمضي قدمًا باتفاقيات السلام بين إسرائيل ودول المنطقة".
وتابع بالقول إن "الأمر الثالث يتمثل في الحاجة الملحة من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لوقف أطول حرب لإسرائيل، وتحسين الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع، خاصة أن إطالة أمد الصراع تعرضها لانتقادات دولية واتهامات بخرق القانون الدولي عبر الحماية والدعم اللذين توفرهما للإسرائيليين".
ومن جهته، قال محلل الشؤون الدولية، باسل منصور، إن "الإصرار الأمريكي يأتي في إطار استعداد واشنطن لمرحلة جديدة في الشرق الأوسط، والبدء في ترتيبات اليوم التالي للحرب بين حماس وإسرائيل في غزة، خاصة ما يتعلق بملفات الإغاثة وإعادة الإعمار".
وأوضح منصور، لـ"إرم نيوز"، أن "البدء في صفقة مرحلية بين طرفي القتال في غزة يمهد الطريق أمام البدء بتنفيذ المشاريع المتعلقة بالقطاع وسكانه، كما أنه يمثل خطوة لإرضاء حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة الذين يضغطون بدورهم لإنهاء الحرب".
وأضاف: "أمريكا تدرك أن استمرار الحرب سيكون سببًا في مواقف سلبية من قبل حلفائها، كما أن إدارة بايدن ترغب في تسليم الحكم للإدارة الجديدة دون وجود أي ملفات عالقة".
وأشار إلى أن "الحزب الديمقراطي يدرك أن عدم التوصل لاتفاق بشأن الحرب في غزة سيكون كارثيًّا، وأنه سيضطر لدفع ثمن عدم إغلاق الملف خلال السنوات المقبلة، وفي أي انتخابات مقبلة".
ورجح الخبير الدولي أن هذه الضغوط "تأتي على وقع مطالبات من ترامب لإدارة بايدن وحكومة نتنياهو بضرورة التوصل لاتفاق يمهد الطريق أمام طرحه خطة سياسية معدلة، في إطار الوضع الجديد الذي فرضته الحرب في غزة".
