logo
العالم

اتفاق نادر بين بايدن وترامب حول غزة.. كيف ولماذا؟

اتفاق نادر بين بايدن وترامب حول غزة.. كيف ولماذا؟
جو بايدن ودونالد ترامبالمصدر: رويترز
02 ديسمبر 2024، 12:09 ص

قال السيناتور الجمهوري البارز لينزي غراهام نهاية الأسبوع إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب غيّر رأيه في  حرب غزة، وأنه "يريد الآن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع وإنهاء هذه الحرب حتى قبل استلامه  السلطة رسمياً" في العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل.

 
غراهام الذي يعد أحد المستشارين الكبار للسياسات الخارجية المقربين من ترامب خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط أكد أن الرئيس المنتخب لا يمانع إن كان التوصل إلى اتفاق بشأن غزة سوف يكتب في رصيد الإدارة الحالية وهو أمر مخالف تماما لتلك المواقف السابقة التي كان الرئيس المنتخب قد أعلنها سواء خلال حملته الانتخابية أو في فترة ما بعد فوزه بالانتخابات قبل حوالي شهر من اليوم.

في الجانب الآخر كان الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن قد جدد التأكيد على أنه سوف يعمل كل ما هو في وسع إدارته لأجل التوصل إلى اتفاق في غزة في الفترة المتبقية له في البيت الأبيض.

 

الرئيس الأمريكي جو بايدن في لقاء سابق مع نتنياهو

 وأكد هو الآخر أن لا مانع لديه من أن تعمل إدارته على تعبيد الطريق إلى اتفاق ينهي هذه الحرب حتى لو كانت النتائج سوف تظهر عند استلام الإدارة الجديدة مهامها.

بايدن أوضح في مقابل ذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  أنه سيكون من الجنون أن يطلب من عائلات المحتجزين لدى حماس من أمريكيين وإسرائيليين الانتظار إلى حين استلام الإدارة الجديدة مهامها الشهر المقبل.

أخبار ذات علاقة

جو بايدن وأفراد من عائلته

في آخر أيام رئاسته.. بايدن أمام أعقد أزمة عائلية وسياسية

  
حديث بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي جاء في أعقاب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وهو أمر ترى إدارة بايدن أنه خلق مناخاً مختلفاً في المنطقة وفي حسابات الجانب الإسرائيلي للمرحلة المقبلة.

ومن هنا تذهب هذه الإدارة في تقييم الموقف في المنطقة إلى أن إسرائيل نجحت في تأكيد تفوقها العسكري المطلق، كما نجحت في تحقيق أهدافها العسكرية في القطاع وفي جنوب لبنان.

 وبالتالي بات الوقت الآن مناسبا جداً لتحويل هذه "الانتصارات العسكرية" كما يسميها مسؤولو إدارة الرئيس بايدن إلى مكاسب سياسية.

وضمن هذا المعنى يقدر مسؤولو إدارة بايدن أن حماس التي كانت قبل السابع من أكتوبر، لم تعد موجودة على أرض الواقع وهدف إنهاء العلاقة بين الجبهتين الشمالية والجنوبية بات مجسدا.

 وهي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان باتت تحت مراقبة محلية  للجيش اللبناني ومراقبة دولية للشركاء الأوروبيين، إضافة إلى عنصر الضمانات الأمريكية.

 


هذا التحول الشامل في الرؤية الأمريكية للخريطة الأمنية في المنطقة هو الذي يعزز اندفاع الإدارة الحالية في اتجاه التحول السياسي في الحرب الدائرة في القطاع ورسم معالم الخريطة الجديدة لأمن المنطقة.

ويقول مسؤولون في إدارة بايدن لـ"إرم نيوز" خلال عطلة عيد الشكر إن الاتفاق الذي حصل بين الإدارتين في المرحلة الحالية هو نتيجة لتلك الجهود التي بذلتها إدارة بايدن طيلة العام الماضي في سعيها لأجل إنهاء الحرب في غزة والعمل بالشراكة مع الوسطاء الإقليميين لأجل إنهاء أزمة المحتجزين وإعادتهم إلى عائلاتهم.

وأوضحوا أن الرئيس بايدن لا يزال يأمل حتى هذه اللحظة في أن يتم حل الأزمة في القطاع بشقيها العسكري والإنساني وكذلك أزمة المحتجزين خلال موسم الأعياد لتكون بذلك أحسن طريقة يمكن للرئيس بايدن أن ينهي بها ولايته الرئاسية.

المسؤولون يعيدون التفكير في حديثهم أن هذه القضية بالنسبة لبايدن كانت دائما أولوية تتقدم على غيرها، وهو الأمر الذي كان بايدن واضحاً بشأنه سواء من خلال اتصالاته الهاتفية مع عائلات المحتجزين من مواطنيه الأمريكيين والإسرائيليين أو من خلال سلسلة اللقاءات التي جمعت بين مسؤولي إدارة بايدن على مستوى مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أو على مستوى وزارة الخارجية.

أخبار ذات علاقة

الأسير عيدان ألكسندر

أسير لدى حماس يوجه رسالة مصورة إلى ترامب ونتنياهو (فيديو)

 

مسؤولو إدارة بايدن أشاروا إلى أن الرسالة المصورة التي ظهر فيها الأمريكي الإسرائيلي كوهين في الساعات الماضية تظهر مرة أخرى تلك الفظاعة التي ترتكبها حماس بالاستمرار في احتجاز مواطنين لا يريدون سوى السلامة والعودة إلى أهاليهم.

 ولفتوا أيضًا إلى أن تلك الرسالة تظهر مرة أخرى ضرورة التعاون بين الإدارتين في المرحلة الحالية والحكومة الإسرائيلية والشركاء الإقليميين في تركيا وقطر ومصر لأجل الإسراع بالتوصل إلى اتفاق في هذه القضية وإنهاء هذه المعاناة الإنسانية للمحتجزين وعائلاتهم في إسرائيل والولايات المتحدة. 

 

صور الرهائن المحتجزين في غزة، معروضة في تل أبيب، إسرائيل

 

 وتعتقد إدارة الرئيس بايدن أن قضية المحتجزين تشكل أولوية في مشروع التسوية السياسية للحرب في غزة، وهي نقطة الخلاف الجوهرية مع حماس، كما يقول هؤلاء ومن هناك ترى هذه الإدارة أن المطلوب في الوقت الحاضر هو ممارسة المزيد من الضغوط على حماس من قبل الشركاء الإقليميين والحلفاء الغربيين لإنهاء هذه الأزمة في مقابل ممارسة واشنطن مزيداً من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية بغية تحقيق انفراجة في الجانب السياسي وإنهاء العملية العسكرية في القطاع. 
 
في مقابل ذلك فإن هذا التحول من جانب الإدارة الانتقالية يرتبط بأكثر من متغير واحد في الحسابات وأولها أن نجاحات الإدارة الحالية في الشرق الأوسط سوف تحقق الأهداف الانتخابية التي كان الرئيس المنتخب قد أطلقها وهي إنهاء الحرب في غزة ولبنان بمجرد استلامه السلطة.

 

دونالد ترامب

فهو في هذه الحالة سيكون معفى من هذا الالتزام تجاه مواطنيه باعتبار أن إنهاء الحرب في غزة ولبنان يتماهى تماما مع رؤيته السياسية وحتى إن كان هناك مكسب سياسي يحسب لإدارة بايدن فإن الوقت الضيق في الحالتين سوف لن يتيح لبايدن أكثر من رسم معالم الاتفاق أما الصورة النهائية فبكل تأكيد سوف تترك للإدارة المقبلة.

 ويقول مسؤولون في الفريق الانتقالي لترامب لـ"إرم نيوز"، إن أجندة ترامب المزدحمة للمئة يوم الأولى في البيت الأبيض الموزعة بين شؤون داخلية معقدة وأخرى خارجية سوف تجعل من تركيز الإدارة المقبلة ينصب على قضايا داخلية ترى الإدارة أنها تأتي في مقدمة الاهتمام متى نجحت إدارة بايدن في التوصل إلى تهدئة في حربي الشرق الأوسط.

من جانبهم، يقول مسؤولون في إدارة بايدن لـ"إرم نيوز" إن بايدن وفريقه الأمني لا يمانعون إذا كان الاتفاق الممكن في المرحلة الحالية هو التوصل إلى صيغة هدنة قابلة للتجديد.

وأضافوا: "ذلك من شأنه أن يوسع باب التفاوض بشأن أزمة المحتجزين وكذلك الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع إضافة إلى صياغة صورة نهائية للوضع من خلال جهد إقليمي ودولي مشترك تقوده الولايات المتحدة بعد العمل على إنجاح الهدنة المرتقبة بين حماس وإسرائيل". 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC